الإقتصاد

ريادة الأعمال، محفز حقيقي للقطاع الفلاحي

تعد ريادة الأعمال محفزا حقيقيا للقطاع الفلاحي المغربي، وتشكل، علاوة على ذلك، وسيلة لإحداث مناصب الشغل وتحقيق المداخيل بالنسبة للشباب.

وبفضل الأدوات الرقمية والتكنولوجية، عملت ريادة الأعمال الفلاحية على إحداث ثورة في هذا القطاع عبر توفير حلول مبتكرة لمختلف التحديات التي يواجهها القطاع، لاسيما التحديات المناخية وتلك المتعلقة بالأمن الغذائي.

وهكذا، أصبح بإمكان الفلاحين، من خلال الرقمنة والأجهزة المتصلة بالإنترنت والتكنولوجيا الفلاحية وغيرها، جمع المعطيات اللازمة من أجل اتخاذ أفضل القرارات وتحقيق إنتاجية أفضل تمكن من زيادة العرض على مستوى تنافسي.

وبالنظر إلى إمكانياتها المهمة، تتمحور استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” على تشجيع ريادة الأعمال في القطاع الفلاحي وبالعالم القروي، مستهدفة، على الخصوص، بلورة جيل جديد من المقاولين الفلاحيين الشباب، عبر تعبئة وتثمين مليون هكتار من الأراضي الجماعية وإحداث 350 ألف منصب شغل لفائدة الشباب.

وترتكز هذه الاستراتيجية على أساسين رئيسيين، هما تثمين العنصر البشري واستدامة التنمية الفلاحية. وأضحت الاستشارة الفلاحية مطلوبة بشكل أكبر لتثبيت وتعزيز هذين الأساسين عبر إرساء جيل جديد من المقاولين الفلاحيين الشباب، وإحداث 170 ألف منصب شغل لفائدة الشباب والنساء القرويات في الخدمات الفلاحية وشبه الفلاحية.

وفي هذا الصدد، تم تصميم نموذج لمواكبة مشاريع ريادة الأعمال الفلاحية حول المراكز الجهوية للمقاولين الفلاحيين الشباب بتنسيق مع المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، ووكالة التنمية الفلاحية، والمديريات الجهوية للفلاحة، وبتعاون مع مختلف الفاعلين المعنيين من وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وباقي الشركاء المؤسساتيين والخواص.

من جهة أخرى، تم إطلاق عدة تحفيزات من أجل دعم ومواكبة الشباب حاملي المشاريع في الوسط القروي، لاسيما في إطار مواكبة الاستراتيجية.

وفي هذا السياق، تعبأت مجموعة القرض الفلاحي للمغرب حول نشاطين رئيسيين، هما إطلاق البرنامج الوطني لمواكبة ودعم المقاولين الفلاحيين الشباب في الوسط القروي، بشراكة مع المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، وكذا إطلاق مسار رقمي جديد مخصص لتسوية عائدات المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب، عبر المنصة الرقمية الفلاحية لمجموعة القرض الفلاحي للمغرب.

ويهدف البرنامج الوطني لمواكبة ودعم المقاولين الفلاحيين الشباب بالوسط القروي، الذي يندرج في إطار تنزيل “الجيل الأخضر 2020-2030″، لاسيما في جانبه المتعلق بالعنصر البشري والاستشارة الفلاحية، إلى مواكبة المقاولين الفلاحيين الشباب وضمان الإدماج المهني للشباب القروي، من خلال مواكبة مالية خاصة تتلاءم مع احتياجات حاملي المشاريع، بالإضافة إلى مواكبة غير مالية من خلال الاستشارة والتأطير والتكوين ووضع خبرة الشركاء رهن إشارتهم.

واستهدف البرنامج، الذي انطلقت مرحلته الأولى في 25 ماي 2021 على مستوى جماعة عين عرمة بمكناس، مجمل جهات المغرب. ويروم هذا البرنامج تطوير مناخ أعمال جاذب للاستثمار، وجمع المقاولين الشباب، خلال كل مرحلة، أيا كانت درجة نضج مشاريعهم، من أجل توجيههم وتأطيرهم ومنحهم التمويلات اللازمة، مشجعا بذلك صعود طبقة متوسطة قروية.

على صعيد آخر، أحدثت المجموعة البنكية، بشراكة مع المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب، مسارا رقميا 100 في المئة مخصصا للفلاح، بغية مواكبته والاستجابة على نحو أمثل لاحتياجاته.

وأطلقت مجموعة القرض الفلاحي، في إطار استمرارية أنشطتها الهادفة إلى تنمية العالم القروي والفلاحي بالمغرب، عند متم سنة 2021، “دار المستثمر القروي”، وهي مؤسسة استقبال وتأطير وتوجيه ذات خدمات مجانية بالكامل بالنسبة لحاملي المشاريع، سواء كانوا زبناء للبنك أو غير ذلك.

وتعمل المؤسسة على مواكبة المقاولين بفعالية في إعداد وتصميم وتنفيذ مشاريعهم، على نحو يمكن الملفات المرشحة للتمويل من أكبر قدر ممكن من فرص النجاح.

وتتمثل المهام الرئيسية لـ”دار المستثمر القروي”، التي تواكب المشاريع الفلاحية وغير الفلاحية بالوسط القروي أو المشاريع الحضرية، في استقبال وإطلاع الشباب على آليات التمويل البنكي، ومختلف مساعدات وتحفيزات الدولة، ودعم المقاولين الشباب على الانتقال من فكرة المشروع إلى دراسة المشروع (المردودية المالية، وغيرها…).

كما يتعلق الأمر بمواكبة المقاولين الشباب في هيكلة مشاريعهم وإعداد ملفاتهم للتمويل، ومساعدة حاملي المشاريع على إحداث مقاولاتهم الصغيرة جدا وتوجيههم نحو الخيار المناسب على مستوى الوضع القانوني (مقاول ذاتي، مقاولة فردية، جمعية، تعاونية، شركة ذات مسؤولية محدودة، وغيرها) وتضع رهن إشارتهم وتفسر لهم المساطر الإدارية اللازمة لكل وضع قانوني على حدة إضافة إلى العناوين والمواقع المفيدة.

وكانت مجموعة القرض الفلاحي للمغرب أعلنت، بداية أبريل الماضي، أن آلية المواكبة المتخصصة الجديدة هاته شهدت إقبالا كبيرا، من خلال استقبالها لحوالي 800 من حاملي المشاريع، عبر مختلف جهات المملكة، الذين تمت مواكبتهم في بلورة مشاريعهم وملفاتهم للتمويل.

وعلاوة على ضمان مردودية أفضل للقطاع الفلاحي، تضمن ريادة الأعمال الفلاحية قيمة مضافة مستدامة وشاملة، بفضل مختلف المؤهلات التي تتيحها التكنولوجيات الجديدة والابتكار في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى