مسلسل “وتقابل حبيب”… عمرو محمود ياسين يرسم الحكاية وياسمين عبد العزيز تمنحها الحياة

بقلم الكاتبة الصحفية هند الصنعاني
استطاع مسلسل “وتقابل حبيب” أن يخطف قلوب المشاهدين، ليس فقط في مصر بل في العالم العربي بأسره، إذ يُعد من أبرز الأعمال الدرامية في موسم رمضان 2025. يجمع المسلسل بين الدراما الاجتماعية والرومانسية في قالب مشوّق ومؤثر.
أداء ياسمين عبد العزيز: الحضور الطاغي والإحساس العالي
تقدّم ياسمين عبد العزيز أداءً مميزًا من خلال تجسيد شخصية “ليل الحسيني”، حيث أظهرت تحولاتها النفسية بعمق وإقناع، مما أضفى مصداقية كبيرة للشخصية وجذب انتباه المشاهدين.
تعد ياسمين عبد العزيز واحدة من أبرز نجمات الدراما المصرية، وتتميز بحضورها الطاغي الذي جعلها محبوبة لدى جمهورها منذ بداياتها. بفضل موهبتها الفريدة التي تمزج بين العفوية والإحساس العالي، يبقى أداؤها دائمًا قريبًا من القلب وصادقًا إلى أبعد الحدود.
في مسلسل “وتقابل حبيب”، عادت ياسمين إلى جمهورها بطريقتها الخاصة التي اعتادوا عليها، بأسلوب مميز يجمع بين القوة والضعف، الكوميديا والرومانسية، والأداء الحي الذي يُشعر المشاهدين وكأنهم يعيشون القصة معها لحظة بلحظة. هذه العودة المميزة تثبت أنها لا تزال قادرة على التربع على عرش الدراما بفضل موهبتها الفطرية وشخصيتها القريبة من قلوب الجماهير.
عمرو محمود ياسين: الإبداع الراقي ورسائل إنسانية عميقة
المؤلف عمرو محمود ياسين ليس مجرد كاتب درامي ناجح، بل هو امتداد طبيعي لمسيرة فنية عظيمة نشأ وترعرع في كنفها. كونه ابن الفنان القدير محمود ياسين والفنانة القديرة شهيرة، تشبع منذ صغره بقيم الإبداع الحقيقي وأصول الفن الراقي.
ورغم إرثه العائلي، لم يعتمد عمرو على اسم والده، بل شق طريقه بموهبته، ليصنع اسمًا مرموقًا في مجال الدراما. أعماله مثل “نصيبي وقسمتك”، “ونحب تاني ليه”، “اللي مالوش كبير”، وأخيرًا “وتقابل حبيب”، لم تكن مجرد قصص تُروى، بل دروس في الحب والمبادئ وصراعات النفس البشرية.
قدرة عمرو على الغوص في أدق تفاصيل المشاعر الإنسانية جعلت أعماله تحظى باحترام الجمهور والنقاد. هو نموذج للكاتب الذي يوازن بين تقديم محتوى فكري عميق وإبداع درامي ممتع بعيدًا عن الإسفاف والابتذال.
جوائز تقديرية وإرث فني مستمر
حصل عمرو محمود ياسين على جوائز مرموقة كأفضل كاتب سيناريو، مما يعكس تقدير الجمهور والنقاد لأعماله الراقية. يمكن القول إن عمرو استطاع الحفاظ على إرث والده الفني وتقديم دراما تحترم عقلية المشاهد وتبتعد عن السطحية، في وقت تعج فيه الساحة الإنتاجية بأعمال تفتقر إلى الجودة.
مسلسل “وتقابل حبيب” هو تأكيد جديد على أن الدراما الراقية لا تزال ممكنة، وأن الجمهور العربي يبحث دومًا عن قصص تحمل قيمًا ورسائل إنسانية عميقة.