الرئيسيةالمجتمعمنوعات

مراكش..عندما تتناغم أجواء عيد الأضحى مع موسم الصيف

أضحت بعض الأسر المغربية تفضل أكثر فأكثر، وعلى الخصوص خلال السنوات العشر الأخيرة، الاحتفال بعيد الأضحى المبارك في إحدى الوحدات السياحية بمراكش التي تقدم عروض ا خاصة بهذه المناسبة، كفيلة بضمان أجواء جيدة لزبنائها مرتبطة بهذا العيد الديني، وذلك بالتزامن مع الاستفادة من العطلة الصيفية.

وما فتئ هذا العرض السياحي الخاص “عيد الأضحى” يسجل إقبالا ملحوظا، خاصة وأن هذا الحدث السعيد جاء هذا العام في منتصف موسم الصيف، و”عملية مرحبا 2022″ التي تصل إلى ذروتها، مع عودة هائلة منتظرة للمغاربة المقيمين بالخارج بفارغ الصبر، إلى الوطن الأم ، بعد عامين من فرض قيود على السفر بسبب الأزمة الصحية العالمية المرتبطة بـ (كوفيد- 19).

غالب ا ما يجد هؤلاء الزبناء، وهم في الغالب عائلات كبيرة أو أزواج شباب ينحدرون من المغرب وأيض ا من دول إسلامية أخرى، ظالتهم في عروض “عيد الأضحى” الخاصة التي تكون مغرية للغاية ومصممة بعناية لتمكينهم من البقاء مخلصين لطقوس عيد الاضحى والاحتفال به وفق التقاليد المغربية والإسلامية الخالصة، مع قضاء لحظات جميلة في أجواء بهيجة وهادئة ، والاستفادة من العطلة الصيفية. ومكنت جولة قام بها فريق من قناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، داخل وحدة سياحية في مراكش ، من معاينة الاستعدادات التي بدأت بالفعل بالإضافة إلى الإجراءات المتخذة للسماح للزبناء بالاحتفال بعيد الأضحى كما يجب، وتماشيا مع السنة النبوية الشريفة، مع الاستمتاع، في القوت نفسه، بعطلة الصيف.

أما بالنسبة لموظفي هذا المشروع الفندقي السباق إلى هذا النوع من العروض السياحية بالمغرب، فقد ياشروا الاستعدادات من عدة أيام ، حتى يكونوا في الموعد يوم العيد. وقال علي الشاوي، مالك هذه الوحدة السياحية، في تصريح لـ(إم 24)، بأنه “تم تصميم كل شيء للسماح للزبناء هذا العام بالاحتفال بعيد الأضحى كما ينبغي مع الاحترام التام للتقاليد”، مستعرضا العديد من الخصائص المتعلقة بعرض “عيد الأضحى” الخاص الذي تقدمه مؤسسته منذ سنوات لزبنائها القاديمن من مدن أخرى أو حت من بلدان عربية -إسلامية أخرى، مشيرا إلى أن هذا العرض لاقى “نجاح ا كبير ا” كما يدل على ذلك عدد الحجوزات، الذي ما فتئ يزداد من عام إلى آخر.

وأضاف أن هذا العرض يتمثل في السماح للزبناء إما بإحضار خرفانهم وتسليمها للوحدة السياحية، أو شرائها في عين المكان ، أو تقنيها الوحدة عوضا عنهم، وذلك بحسب اختيارهم وما تسمح به إمكانياتهم المالية. وتضع المنشأة الفندقية رهن إشارة الزبناء يوم العيد، جزارين يتولون عملية النحر وتقطيع الأضحية، وحفظ لحمها في غرف التبريد قبل أخذها إلى المنزل عند العودة من العطلة أو حتى تقديمها كصدقات للفقراء وفق تعاليم الإسلام. وأضاف أن هذا العرض يشمل، بالإضافة إلى عملية ذبح الأضحية ، تقديم غداء مغربي خالص (عصيدة ،هربل …) وعروض فلكلورية ، مشيرا إلى أن الزبناء الذين عاشوا التجربة يبدون ارتياح ا كبير ا ويستحضرون، بنوع من الحنين، على مواقع التواصل الاجتماعي ذكرياتهم الجميلة بالاحتفال بالعيد بشكل مختلف.من جهته، أشار السيد الزبير بوحوت، خبير في السياحة، في تصريح مماثل، إلى أن عروض عيد الأضحى الخاصة التي تقدمها الوحدات السياحية في مراكش ، تهدف إلى مواكبة المتطلبات الجديدة للزبناء والعائلات المغربية والأجنبية.

وأضاف أن الفاعلين السياحيين في المدينة الحمراء يريدون أن يصاحب عيد التضحية بالترفيه ويكون بمثابة “مرادف” للاسترخاء والراحة، مشيرا إلى أن الاحتفال بهذا العيد الديني في الفنادق يتم في جو ودي كما في المنزل، حيث تتعرف العائلات على بعضها البعض وتحتفل بهذا العيد الديني المبارك سويا.

من جانبه، اعتبر الدكتور مصطفى السعليتي ، أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة القاضي عياض بمراكش، في تصريح مماثل ، إنه على الرغم من تأثير الحداثة والتغيير في عادات الاستهلاك ونمط الحياة ، يظل المغاربة متمسكين بشدة بتقاليدهم وهويتهم الدينية المشتركة، مشيرا إلى أن بعض العائلات والأزواج الذين تسمح أوضاعهم المادية يختارون طريقة أخرى للاحتفال بهذه العطلة خاصة في الوحدات السياحية. وأوضح أن هذه المؤسسات الفندقية تقدم عروضا مغرية تسمح لهم بالتحرر من بعض القيود المتعلقة بعيد الأضحى (الذبح ، وتقطيع اللحوم ، وإعداد الأطباق …) وفي الوقت نفسه الاستمتاع بالعطل.

وبينما يتم الاحتفال بمعظم الأعياد الدينية في المنزل، فإن هذا الاتجاه الاستهلاكي الجديد يجذب أكثر فأكثر المغاربة الذين يرغبون في الاحتفال بهذه المناسبة الدينية بشكل مغاير. أما النسبة للفاعلين السياحيين في المدينة الحمراء ، فمن شأن هذا العرض الخاص بعيد الأضحى أن يساعد في إنعاش قطاع السياحة المتضرر بشدة من التداعيات السلبية لوباء كوفيد 19 خلال السنتين الأخيرتين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى