مهرجان الجاز بشالة .. إيقاعات الجاز العالمية بالموسيقي المغربية الأصيلة

تواصلت، مساء اليوم السبت بالرباط، فعاليات مهرجان الجاز بشالة في دورته الـ 26 بحفل فني بهيج، شهد عرضين موسيقيين صدحت خلالهما إيقاعات موسيقى الجاز العالمية، ممزوجة بالموسيقي الفلكلورية المغربية الأصيلة، في رحاب موقع شالة الأثري.
وأحيا العرض الأول كل من المجموعة البلجيكية للجاز “الثلاثي مونسك”، رفقة مجموعة “أوربان فولكلور” المغربية، إلى جانب عرض موسيقي ثان من أداء عازف البيان الإسباني، دانييل غارسيا، مرفوقا على الخشبة بعازف العود المغربي، ادريس الملومي، المختص في الموسيقى الشرقية والأمازيغية.
وحضر جمهور كثيف، من مختلف الجنسيات، من عشاق أنغام الجاز وإيقاعاته العابرة للحدود، للاستمتاع بعرض موسيقي كبير، أبدع فيه “الثلاثي مونسك”، الذي يستوحي أعماله من الرسام النرويجي إدوارد مونش، صاحب اللوحة الشهيرة المعنونة بـ “الصرخة”، حيث تحول هذه المجموعة الغنائية البلجيكية الصرخات الداخلية إلى ألحان وأجواء موسيقية متفردة.
وقد امتزجت إيقاعات الجاز الفريدة لـ”الثلاثي مونسك” بموسيقى مجموعة “أوربان فولكور” المغربية بتأليفاتها المتشبعة في الآن نفسه بالموسيقى الحضرية وبالفولكلور المغربي الأصيل، ما تمخض عنه حوار ثقافي فريد ومميز، يبرز دور موسيقى الجاز في تعزيز السلام والحوار بين الثقافات.
كما كان الجمهور على موعد مع عرض موسيقي آخر لعازف البيان الإسباني، دانييل غارسيا، الذي أطرب الحضور بمقاطع موسيقية تطبعها الجرأة الفنية وتمزج بين الفلامينكو والإليكترو والروك والموسيقى الكوبية، أضفى عليها الفنان المغربي، ادريس الملومي، بصمته المميزة في العزف على العود، من خلال مقطوعات يمزج فيها بين الشعر والعزف، ما خلق حوارا ثريا ممتدا روحيا وجماليا.
وأعرب الفنان ادريس الملومي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في دورة هذه السنة من هذه التظاهرة الموسيقية المميزة، التي تجمع فنانين موهوبين من المغرب وأوروبا، “حيث نحاول أن نصنع لحظة فرح وانتشاء”.
وأضاف أن الأمر يتعلق بطريقة جديدة لخلق موسيقى مغايرة، تنفلت عما هو مكرس على مستوى الفعل الموسيقي ككل، مبرزا أن ممارسة الموسيقي، خصوصا الخارجة عما هو سائد ومكرس، “تستحق الانتباه منا كي نواصل هذا التمرين الذي يلح على أن الفعل الثقافي فعل ضروري لصناعة الفرح بالحياة”.
من جهته، قال عازف البيان الإسباني، دانييل غارسيا، في تصريح مماثل، إن مهرجان شالة للجاز يعتبر مبادرة متميزة، من خلال عمله على مزج الجاز الأوروبي بالموسيقى المغربية بمختلف أشكالها، خصوصا بالنسبة لموسيقى الفلامنكو، التي تتقاسم الكثير من الروافد مع الموسيقى المغربية.
وأضاف دانييل غارسيا، الذي قدم مقاطع موسيقية تمزج الفلامينكو والإليكترو والروك والموسيقى الكوبية، أن الموسيقى بالنسبة له هي أسلوب للحياة تسعى لبناء جسر للتواصل بين ثقافات مختلفة، وتتميز بقدرتها على خلق توأمة بين ثقافات وعادات وتقاليد متعددة حول العالم.
وإضافة إلى العروض الموسيقية، يتضمن برنامج مهرجان الجاز هذه السنة محاضرات تكوينية مفتوحة للمهتمين، يلقيها فنانون موسيقيون ومغنون، حيث سينشطها كل من كليمين زركان، مغنية مجموعة (سراب)، وعزيز السحماوي، المغني والعازف على عدة آلات من موسيقى كناوة، وأدريان لامبيني، العازف على آلة الترامبون.
يذكر أن الدورة ال26 لمهرجان الجاز بشالة (من 10 إلى 12 ماي الجاري) تنظم بمبادرة من الاتحاد الأوروبي، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وولاية الرباط-سلا-القنيطرة ومؤسسة “الرباط الجهة للتراث التاريخي”.