الرئيسيةثقافات وفنونمنوعات

سياحة…تزنيت البسيطة العميقة التي جمعت بين الحسنين

 

مكانة هذه المدينة استثنائية عند المغاربة فهي البسيطة والعميقة في آن واحد ، وهي التي جمعت بين الحسنين.. روعة الموقع على أجمل شواطئ المملكة الأطلسية  (تتوسط اكادير  وتارودانت ) وأصالة وبساطة سكانها الذين تربعوا على عرش الفضة في المملكة ،واشتهروا بمواسمهم ومهرجاناتهم التي تستحضر تاريخ المنطقة .   

  يكتبها كل أسبوع : المسافر

كي تصل إلى مدينة تزنيت في الجنوب المغربي  قادما من مدينة أكادير الشهيرة تلزمك ساعة من الزمن تقطعها على متن السيارة بمحاذاة أجمل وأنظف الشرائط الساحلية في المملكة حيث تتواجد هذه المدينة الامازيغية التي حملت على مر السنين أسماء عديدة ترجمت هذه المدينة بتنوعها الثقافي والحضاري والتراثي أيضاً فهي ” منبع العين الزرقاء “ وهي ” عروس سوس “ وهي ” مدينة الفضة “ وهي ” المدينة السلطانية “ تخليدا لزيارة السلطان المولى الحسن الأول عام 1882 حيث أمر بإنشاء سورها الخالد لتحصينها وهو السور الذي يشهد على عراقة هذه المدينة التي تفتخر بمآثر عدة لا تخطئها العين لكونها تتواجد في قلب المدينة وتمنح للزائر سحرا خاصا منبعه فضاءات تاريخية مباح دخولها والتجوال في مرافقها واحتساء أكواب الشاي بالنعناع التزنيتي الأخضر المسقي بماء منبع العين الزرقاء الذي دبجت حول عذوبته القصص وتغنى بمذاقه الشعراء في المنطقة .

فالمآثر التي تتشكل أساسا من السور الكبير والأبواب الخمسة والأبراج الستة والخمسين عبقها لا يقل أريجا عن عبق مآثر أخرى نختصرها فقط في القصبة ” قصبة أغماج ” ومئذنة المسجد الأعظم وسوق الفضة ،،،وكلها توفر بالإضافة إلى كونها أماكن تاريخية توفر متعا كثيرة تستجيب لشرط الاستجمام في تلاقي مع ما تزخر به هذه المدينة الامازيغية من مؤهلات سياحية هائلة انطلاقا من الشواطئ النظيفة والشاسعة مرورا بالفضاءات الخضراء المتعددة بمزارعها التقليدية وأشجار الزيتون والخروب والنخيل في علاقة أبدية مع انسياب مياه العين الزرقاء وعيون أخرى حافظت على تقليدانتيها المتمثلة في السواقي وقنوات الجر ، وهي مؤهلات لا تكتمل دون أن يسجل الزائر علامة مروره من هذا المكان باقتنائه لبعض الصناعات والمنتجات المحلية التزنيتية (نسبة لتزنيت) الخالصة كالعسل الحر وزيت أركان والسمن البلدي واللوز الشهير بمذاقه اللذيذ وبعض المنتجات اليدوية التي تحاك أو تصنع أو تخاط بأيدي نسوة هذه المدينة العريقة.

 

مواسم الفرح

كان مندوب وزارة الثقافة بمدينة تزنيت سعيد العماري الذي التحق حديثا بالمدينة منبهرا بقدرة ساكنة هذا الثغر الجنوبي على التمسك بالعديد من التقاليد والعادات التي توارثت لأجيال ، المسؤول الثقافي في المدينة والمتخصص في الثقافة الشعبية اعتبر أن ما يميز ذلك هو الاحتفالات الموسمية التي تنظم احتفاء بهذه التقاليد التي ارتبطت بالحياة الرمزية اليومية لأبناء تزنيت.

سعيد العماري الذي أسهب في الحديث عن هذه المهرجانات ذكرنا بعدد منها مبتدئا بالمناسبة الرمزية الدالة المتمثلة في جائزة الحاج بلعيد والتي يتم فيها الاحتفاء بالفن الامازيغي الاصيل الذي يميز المنطقة وهي مناسبة تتحول على اثرها المدينة الى عرس كبير تخرج فيه الساكنة عن بكرة أبيها رقصا وغناء..

مهرجان اللوز في بداية فصل الربيع الزاهر بدوره له حمولة كبيرة حسب مندوب وزارة الثقافة بالمدينة تتمثل أساسا في امتنان الساكنة لشجرة اللوز التي تعد أحد رموز المنطقة ككنز وطني ارتبط اشد الارتباط بالإنسان التزنيتي رجالا ونساء حيث يتجلى ذلك في المنتوجات التي تعد من مشتقات اللوز كالزيوت التي تبرع النسوة في اعداده رفقة العديد من أدوات التجميل الطبيعية التي تعرف اقبالا منقطع النظير يجعل من المدينة قبلة لطالبات الجمال يقول دليلنا الثقافي في المدينة الذي لا يريد انتهاء اللقاء بيننا دون أن يعرج على واحد من المهرجانات الساحرة أي مهرجان تيفاوين الذي حقق شهرة كبيرة خاصة في الشق المتعلق بتنظيم حفلا ضخما للتزويج الجماعي لعرسان من المناطق المجاورة الامازيغية التي تصر على استحضار كل طقوس وعادات وتقاليد المنطقة في ليلة زفاف استثنائية.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى