منوعات

“ترجمان الملك” رواية عن مأساة المورسكيين للكاتب مراد زروق

عن دار النشر “سليكي أخوين” صدر للكاتب المغربي مراد زروق عمل روائي جديد بعنوان “ترجمان الملك”.

الرواية تحكي عن بزوغ نجم رجل في غرناطة “ترجمان” و “طبيب” مورسكي إسمه ألونسو ديل كاستيو أو ألونسو الغرناطي، والذي نال ثقة مستشارية غرناطة و الكنيسة و البلاط و إشتغل أيضا تحت إمرة محاكم التفتيس.

أحداث الرواية، التي تنبني على أحداث حقيقة تتحدث عن حنكة و تفاني الرجل في العمل و الولاء الذي أظهره للملك كل الشكوك التي كانت تحوم حول إمكانية بقائه على الإسلام سرا. بعد أن شارك في حرب البشرات بقلمه، مترجما و مثبطا لهمم من رفع السلاح من المورسكيين ضد جيوش فليبي الثاني، لم تعد ترقى إليه الشكوك. دخل بلاط مدريد من أوسع أبوابه و أبلى البلاء الحسن فيما كُلف به من ترجمات. لكن بعد أن أصدر الملك المرسوم الذي ضيق على المورسكيين في لغتهم و عاداتهم قرر أن يقرب المسيحية من الإسلام و أن يقنع أسياد الأندلس الجدد أن العربية لغة من لغات النصرانية، فوضع مع جماعة من المورسكيين قرطاس المئذنة القديمة و كتب الرصاص. لبلوغ هدفه، اختار ألونسو تلميذين من تلامذة يعقوب بن زبدي الحواري، سيسيليو و تسيفون و كانا من عرب حران، ليضع هو و من معه الرق و الكتب المزورة. ظهرت فجأة نبوءة القديس يوحنا المعمدان في مئذنة المسجد الجامع الذي أصبح كاتدرائية. و بعد بضع سنين ظهرت كتب الرصاص على مراحل في خندق الجنة الذي أصبح يعرف منذ تلك الاكتشافات بالجبل المقدس. جاء على لسان ألونسو في الرواية: “لقد وضعنا ما وضعنا لنرفع قدر العربية حتى ينظر إليها أنها لغة من لغات الوحي في النصرانية و لم نذخر جهدا لنجعل الرب عند النصارى لا يكاد يختلف عن الإله عند المسلمين. كلما اقتربنا بلغتنا و ديننا مما يعتقده النصارى القدامى في هذه البلاد كلما تبدد اختلافنا عنهم و عشنا بينهم في أمن و سلام، لكن ما دمنا لا نسطيع الاقتراب سنسحبهم إلى ساحتنا سحبا.”
لم تغير خطة ألونسو و من معه مجرى التاريخ، لأن المورسكيين طردوا في آخر المطاف، لكنه أشرف على إحدى أكبر عمليات التزوير التي عرفتها الكنيسة الكاثوليكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى