مولاي علي الشريف الذي ينحدر من ينبع بالعربية السعودية هو مؤسس الدولة العلوية وجد الأشراف العلويين ازداد سنة 762 هجرية وتوفي سنة 847هجرية
دفن مؤسس الدولة العلوية والذي عرف بالصلاح والتقوى أول الأمر بالريصاني بزاوية للعبادة قبل أن ينقل جثمانه إلى ضريح خاص شيده سنة 1206هجرية أحد أحفاده العلويين سيدي محمد بن عبد الله والذي حوله لأحد أعرق وأجمل المآثر التاريخية التي تتوسط منطقة تافيلات الصحراوية .
يكتبها كل أسبوع : ألمسافر
تافيلات بالجنوب المغربي حيث يوجد ضريح مولاي علي الشريف من أهم حواضر المملكة التي لعبت الأدوار الكبرى في صنع تاريخ البلاد ، فقد احتضنت هذه المنطقة المعروفة بكثبانها الرملية سجلماسة القديمة مهد الدولة العلوية والتي منها خرج كبار العلماء والسلاطين الذين وحدوا البلاد التي كانت تعرف فرقة وصراعات وحروب كثيرة
والزائر للمنطقة لابد أن تسحره ملامح أطلال سجلماسة التي تعكس إشعاعا تاريخيا وثقافيا ودينيا واجتماعيا عاشته المنطقة وتحديدا خلال القرن الثامن الميلادي ، فالمآثر التاريخية والقصور والقصبات الممتدة على طول الأودية ووسط الواحات وفوق الجبال وبين الكثبان الرملية يعطي للمنطقة روعة مابعدها روعة خاصة مع طيبة ساكنتها ومناخها الجاف بحكم تواجدها خلف جبال الأطلس التي تمنع تسرب الكتل الرطبة القادمة من المحيط
ضريح مولاي علي الشريف
على شاكلة بناء قصور تافيلالت العتيدة يقف ضريح مولاي شريف شامخا تحرسه أشجار النخيل ببوابته البهية
الضخامة المزينة بالخزف الأخضر تعلوه القبة الخضراء فوق القاعة التي يوجد بها قبر مؤسس الدولة العلوية بفنائه الواسع وشرفاته المشبوكة ومسجدا بقبة يصل طولها إلى 11 مترا وعرضها 7 أمتار بارتفاع يفوق 15 مترا مزخرفة بأجمل الزخارف المستوحاة من الزخرفة الأندلسية المغربية البديعة وتتجلى هذه الروعة التي تستقطب السياح من كل ربوع الأرض تتجلى أساسا في مدخل الضريح حيث يرقد مولاي على الشريف المزخرف كليا بالزليج المغربي بألوانه الطبيعية الجذابة والتي رصت بشكل بديع يعطي للمكان رهبة القدسي التي طالما صاحبت هذا الشريف العلوي الذي كان مجاهدا وعالما جليلا نقل علمه إلى مريديه في العالم العربي والأندلس وكان كثير الأوقاف والصداقات وقسم أوقاته بين الحج والجهاد بإفريقيا والأندلس .
وبالإضافة لقبر مولاي علي الشريف يضم الضريح أيضا بعض أبنائه كمولاي أمحمد ومولاي يوسف وقبري سيدي لحبيب بن زين العابدين بن مولاي إسماعيل ومولاي رشيد بن سيدي محمد بن عبد الرحمان مايمنح لزائر المكان ممن أتيح له دخول الضريح ذاك الإحساس الغريب أنه في حضرة ملوك أشراف يرقدون في مكان ما من هذه الدنيا وسط كثبان رملية وبصمت حكيم .
اهتمام ملكي
يحرس الملك محمد السادس على زيارة ضريح مولاي علي الشريف حيث يترحم على روح أحد أجداده مؤسس وباني الدولة العلوية كما يحرس على أداء الصلاة بمسجد الضريح في إشارة ذاله على المكانة التي يحتلها مولاي علي الشريف في نفوس وعقول الأسرة العلوية ، وقد تحولت منطقة الريصاني النائية إلى قبلة للمشاريع الكبرى والاستثمارات الهامة والبرامج التنموية الكثيرة بفضل هذا الضريح الذي يعتبر من أعرق وأجمل المآثر التاريخية التي يتفاخر بها سكان مناطق تافيلالت وهي المناطق المحافظة في المغرب والتي سريعا ما تجاوبت وأفواج السياح الأجانب الذين يقبلون على الضريح والمنطقة طوال أيام سنة .
