نعيمة سميح ..إبنة حي درب السلطان الخالدة في المشهد الفني التي تحولت لمدرسة في الإحساس والإبداع
نعيمة سميح ليست مجرد فنانة، بل هي مدرسة في الإحساس والإبداع، وستبقى أعمالها خالدة في وجدان المغاربة ومحبي الطرب الأصيل

تُعتبر الفنانة المغربية الراحلة نعيمة سميح واحدة من أبرز الأصوات التي تركت بصمة خالدة في المشهد الفني المغربي والعربي.
وُلدت في حي درب السلطان بمدينة الدار البيضاء عام 1952، واشتهرت بقدرتها الفائقة على أداء الأغاني الطربية والأغاني الشعبية بروح مليئة بالإحساس والصدق، مما جعلها تحظى بمكانة خاصة في قلوب المغاربة.
نشأت نعيمة سميح في أسرة متواضعة، وبرزت موهبتها الغنائية منذ الصغر، حيث كانت تغني في المناسبات العائلية والمدرسية.
انطلقت مسيرتها الفنية في سبعينيات القرن الماضي، بدعم من الملحن الكبير عبد النبي الجيراري، الذي كان له دور أساسي في اكتشاف العديد من المواهب المغربية.
منذ بدايتها، أظهرت نعيمة قدرة فريدة على أداء ألوان موسيقية مختلفة، من الطرب الكلاسيكي إلى الأغاني الشعبية، مما جعلها محبوبة من مختلف الأجيال.
قدّمت رصيدًا غنيًا من الأغاني التي أصبحت جزءًا من التراث الموسيقي المغربي. من أبرز أعمالها:
• “ياكأجرحي”، وهي من الأغاني التي تميزت بإحساسها العالي وصوتها العذب.
• “جريتوجاريت”، أغنية شعبية حققت انتشارًا واسعًا وأصبحت من أيقونات الأغنية المغربية.
• “اللهيامولانا”، التي جمعت بين الطابع الروحي واللحن العذب.
• “حنين”، التي أثرت مشاعر الجمهور بفضل كلماتها العميقة وأداء نعيمة المميز.
وقد تميّزت نعيمة سميح بصوتها القوي والدافئ، وقدرتها على التعبير عن الأحاسيس العميقة من خلال أغانيها، مما جعلها تُلقب بـ”أيقونة الطرب المغربي”. كما استطاعت أن تجمع بين الأصالة والمعاصرة في أعمالها، ما جعلها تحظى بجماهيرية واسعة داخل المغرب وخارجه.
حصلت نعيمة على العديد من التكريمات خلال مسيرتها، تقديرًا لإسهاماتها في إثراء الأغنية المغربية والحفاظ على تراثها.
كما اعتُبرت سفيرة للأغنية المغربية في المحافل الدولية.
ورغم اختفائها التدريجي عن الساحة الفنية في السنوات الأخيرة، ظل تأثير نعيمة سميح حاضرًا بقوة من خلال أغانيها التي يستمتع بها الجمهور حتى اليوم. اختارت الفنانة الابتعاد عن الأضواء بعد سنوات طويلة من العطاء، لكنها بقيت رمزًا للفن الراقي والصادق.
رحلت الفنانة الكبيرة نعيمة سميح عن عالمنا عن عمر يناهز 73 عامًا، تاركة وراءها إرثًا فنيًا غنيًا وذاكرة موسيقية لا تُنسى.