قالت الدكتورة خديجة الكور إن هوية المغاربة هي إنجاز جماعي وحصيلة تطور عبر العصور ودينامية تحول وتشكل مستمرة وممتدة في الزمن .
واعتبرت أستاذة التعليم العالي في علم الاجتماع خلال المائدة المستديرة التي نظمت تزامنا والذكرى 25 لتولي الملك محمد السادس الحكم و المنطمة من قبل حزب الحركة الشعبية أمس الجمعة بالرباط أن مفهوم الهوية المغربية في فكر الملك محمد السادس نصره الله يتأسس على إرادة الدمج بين الجوامع المشتركة في الدولة والمجتمع والتاريخ وتنمية الوعي بمزايا المواطنة في المجتمع الديمقراطي بما يضمن توافق الخيارات وتقاسم المشترك بعيدا عن عصبيات التناحر الهوياتي. ويتمحور حول المصالحة والإنصاف وولوج المستقبل من باب التاريخ وبناء سردية وطنية واحدة للإجابة عن سؤال من نحن؟ وما هي محددات علاقاتنامع الآخر؟ وما هو سقف طموحنا في الإسهام في بناء صرح الحضارة الإنسانية؟
الكور وفي مداخلة بعنوان “سمات الھوية المغربية: الجدور والامتداد في عھد الملك محمد السادس” خلصت إلى أن مشروع الهوية المغربية في فكر محمد السادس يتأسس في ارتباط مع تصوره لنهضة المغرب الجديد مغرب المصالحة والعدالة والانصاف “إنه لا يتحدث نظريا عن هوية مغربية بل يدرج حديثه ضمن مشاريع امتلاك القدرة والمبادرة والنجاعة في بناء المغرب الحديث”٠
إن الهوية المغربية تقول القيادية في حزب الحركة الشعبية ورئيسة منظمة النساء الحركيات ترمز في دستور المملكة إلى عنوان تجربة في التاريخ ساهمت أعراق وثقافات عديدة في بناءها وتميزت بقدرتها الفائقة على استيعاب المختلف والمستقر والعابر وتم ذلك حسب جدليات التاريخ كما ركبها المغاربة في علاقتهم بالعالم. وتتمثل أبرز سيماتها تضيف خديجة الكور في التعدد والتوع والانفتاح والتحديث والنقد.
استاذة التعليم العالي في علم الاجتماع اعتبرت أن المقاربة الجديدة لأسئلة الهوية والثقافة في مغرب الملك محمد السادس تستدعي إطلاق مشروع نهضة ثقافية تستحضر عمق الخطب الملكية والتراكمات التاريخية والأبعاد الإنسانية والجغرافية واللغوية والروحية تفاديا للصراعات والاصطدامات بين مختلف المكونات والروافد.
نهضة تضيف الكور عنوانها المصالحة والإنصاف وتأخذ في الحسبان المقتضيات الدستورية الجديدة ومتطلبات الواقع وهو ما سيتمثل إحدى الاستجابات الحضارية للتحديات العديدة التي تواجه المجتمع المغربي، بما يضمن الديموقراطية الثقافية، ويوفر شروط قيام مواطنة تقر بالمساواة والحقوق الكاملة لفائدة كل فئات المجتمع، ومواكبة مسلسل التحديث والتغيير المنشود وتحديد مقاربة جديدة لبناء مشروعنا الثقافي تتأسس على التشاور التشاركي بين مختلف الفاعلين والوعي المشترك بالخصوصيات الحضارية التاريخية .