الدوليالرئيسيةملفمنوعات

العالم يدخل العام 2024

استقبلت سيدني الملقبة بـ”العاصمة العالمية لعيد رأس السنة” العام الجديد، إذ تجمع أكثر من مليون استرالي على امتداد شاطئ الميناء، في حين أشارت سلطات المدينة والشرطة إلى أن كل المواقع المطل ة على الألعاب النارية باتت مشغولة.

وتجمع سكان سيدني في هذه المواقع متحدين الطقس الذي يشهد رطوبة غير معتادة في هذا الوقت من العام، وشاهدوا إضاءة جسر هاربور ومعالم أخرى بأسهم نارية وصل وزنها إلى ثمانية أطنان.

ويودع المحتفلون في مختلف أنحاء العالم العام 2023 المضطرب والأكثر حر ا على الإطلاق، والذي تمي ز بصعود الذكاء الاصطناعي لكن ط بع أيضا بحربين داميتين في غزة وأوكرانيا، وبأزمة المناخ.

وبدأ سكان العالم الذين يتجاوز عددهم حاليا ثمانية مليارات نسمة يستقبلون العام الجديد الذي يحملونه آمالهم بالسلام والحد من ارتفاع تكاليف المعيشة وحل النزاعات في العالم.

في مدينة غزة المدمرة، لم تبق أماكن للاحتفال بالعام الجديد.
وقال عبد عكاوي الذي فر من المدينة مع زوجته وأطفاله الثلاثة “كانت سنة مظلمة مليئة بالمآسي”. وروى الرجل البالغ 37 عاما ، والقاطن حاليا في مخيم للأمم المتحدة في رفح في جنوب قطاع غزة أنه فقد شقيقه، لكنه ما زال يتمسك بالأمل للعام 2024. وقال “إن شاء الله، ستنتهي هذه الحرب، العام الجديد سيكون أفضل وسنتمكن من العودة إلى منازلنا وإعادة بنائها، أو العيش في خيمة على الأنقاض”.

وأكدت الأمم المتحدة نزوح قرابة مليوني شخص من سكان القطاع منذ بدء الحرب، أي حوالى 85 بالمئة من سكانه، بينما قتل قرابة 22 ألف شخص.

في تل أبيب، يتوقع أن تنعكس أجواء الحرب على احتفالات رأس السنة على الرغم من مواصلة المدينة إحياء معظم الحفلات المقررة في هذه المناسبة. إلا أن غالبية الإسرائيليين لم يستوعبوا بعد صدمة أكبر هجوم تعرضت له بلادهم في تاريخها وقد أوقع 1140 قتيلا.

ويعرض موقع “إيفنتر” Eventer الذي يبيع تذاكر لحفلات تل أبيب حوالى خمس عشرة أمسية ضخمة يحييها فنانون ويتخللها عشاء. وستكون حانات المدينة “التي لا تهدأ أبدا” مفتوحة طوال الليل، لكن يتوقع أن تكون الأجواء أثقل من المعتاد على خلفية استدعاء عشرات الآلاف من الشباب للمشاركة في الحرب.

وفي روما، ذكر البابا فرنسيس في صلواته ضحايا الصراعات في مختلف أنحاء العالم، مشيرا إلى الأوكرانيين والفلسطينيين والإسرائيليين والسودانيين و”شهداء الروهينغا” في بورما.

وقال البابا البالغ 87 عاما من ساحة القديس بطرس “في نهاية العام، لنتحل ى بالشجاعة ونسأل أنفسنا كم ضحية وقعت جراء النزاعات المسلحة وكم قتيلا س ج ل”، في هذه الصراعات.

وتابع “لنسأل أنفسنا كذلك ما هو حجم الدمار والمعاناة والفقر؟ فليراجع م ن لهم مصلحة من هذه الصراعات ضمائرهم”.

وطبع العام 2023 خصوصا الهجوم غير المسبوق الذي شن ته حركة حماس على اسرائيل في السابع من أكتوبر، ورد اسرائيل بحملة قصف مدم ر على قطاع غزة، يترافق منذ 27 أكتوبر مع عمليات برية.

في أوكرانيا، تقترب الذكرى السنوية الثانية للغزو الروسي، ويتنازع البلاد التحدي والأمل.

وقالت تيتيانا شوستكا بينما كانت صفارات الإنذار تدوي محذرة من قرب تعر ض كييف لغارة جوية “النصر! نحن ننتظره ونؤمن بأن أوكرانيا ستنتصر”. وأضافت المرأة البالغة 42 عاما “سنحصل على كل ما نريد في حال كانت أوكرانيا حرة، بدون روسيا”.

وأنهك النزاع الذي يقوده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعض مواطني روسيا. وقالت زويا كاربوفا (55 عاما )، وهي مزينة مسارح مقيمة في موسكو، “أرغب بأن تنتهي الحرب في العام الجديد، وبأن يأتي رئيس جديد وتعود الحياة الطبيعية”.

ويعد بوتين الزعيم الروسي الذي أمضى أطول فترة في الحكم منذ عهد جوزيف ستالين. وهو يتولى السلطة منذ 2000 ويسعى للفوز بولاية جديدة مدتها ست سنوات في الانتخابات الرئاسية المقررة في منتصف مارس، ما يعد مسألة شكلية في ظل الظروف الراهنة، بعد قمع المعارضة في السنوات الأخيرة.

وسيشهد هذا العام انتخابات حاسمة في بلدان تضم نصف سكان العالم. وسيكون أيضا عاما أولمبيا مع استضافة باريس للألعاب الصيف المقبل.

على مدار الأشهر الـ 12 الفائتة، شهد العالم كوارث ضخمة بينها كوارث طبيعية.

وضرب زلزال بقوة 7,8 درجات تركيا وسوريا المجاورة في 6 فبراير، تلاه آخر بعد بضع ساعات بقوة 7,6 درجات. وأسفرت الهزات الأرضية العنيفة عن مصرع أكثر من 55 ألف شخص في البلدين، إذ قضى 50 ألف شخص على الأقل في تركيا، وأكثر من 5000 في سوريا. ورت ب هذا الزلزال خسائر اقتصادية فادحة في البلدين.

في ليبيا، أد ى انهيار سد ين في مدينة درنة المطلة على البحر الأبيض المتوسط في العاشر من سبتمبر، إلى حدوث فيضان بحجم تسونامي جرف كل شيء في طريقه، تزامنا مع مرور العاصفة “دانيال” في شرق البلاد. وتسب بت الفيضانات بمقتل وجرح وفقدان آلاف من سكان المدينة.

واعتبر العام 2023 أيض ا الأكثر سخونة منذ بدء تسجيل بيانات درجات الحرارة في العام 1880.
وشهد الكوكب خلاله سلسلة من الكوارث المناخية، من باكستان إلى القرن الإفريقي مرورا بحوض الأمازون.

إلى ذلك شهد العام 2023 اندلاع حرب دامية في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما لا يقل عن 7,1 ملايين شخص نزحوا منذ بداية النزاع المستمر، لجأ 1,5 مليون منهم إلى بلدان الجوار. وق تل في الحرب أكثر من 12 ألف شخص، وفق تقدير متحفظ لمنظمة “أكليد” غير الحكومية.

كذلك اجتاحت العالم في العام 2023 “ظاهرة باربي”، وشهد انتشاراا غير مسبوق لأدوات الذكاء الاصطناعي، وأول عملية زرع عين كاملة.

وأصبحت الهند الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم منتزعة اللقب من الصين، وأول دولة تهبط مركبة فضائية في منطقة القطب الجنوبي للقمر غير المستكشفة.

وفي 2024 سيدعى أكثر من أربعة مليارات شخص إلى صناديق الاقتراع لا سيما في بريطانيا والاتحاد الأوروبي والهند وإندونيسيا والمكسيك وجنوب إفريقيا وفنزويلا وطبعا في الولايات المتحدة حيث يعتزم الديموقراطي جو بايدن (81 عاما) والجمهوري دونالد ترامب (77 عاما) التنافس مرة جديدة في نوفمبر المقبل.

وتبدو على الرئيس الحالي أحيانا علامات تقد م السن، ما يشعر بعض مؤيديه بالقلق بشأن توليه ولاية جديدة.

أما ترامب فيواجه لوائح اتهام عديدة وبدء ثلاث محاكمات على الأقل في 2024 قبل الانتخابات الرئاسية، إلا أن ذلك لا يمنعه من خوض حملته الانتخابية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى