تعرض بمدينة سطات…”الحر بالغمزة ” مسرحية ساخرة تكشف خيوط خطر الدعاية

يلتقي جمهور مدينة سطات مع عرض لمسرحية “الحر بالغمزة “ لفرقة فضاء القرية يوم الخميس 27 يوليوز 2023 بالمركب الثقافي سطات ابتداء من الساعة 7 والنصف –
وتستند مسرحية “الحر بالغمزة” التي تقدم بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل على شجار بين طبيب أسنان “الدكتور وجيه”، وصاحب الحمار “السيد الدرويش”، استأجر الأول حمارا من الثاني لينتقل به لتطبيب ألم أحدهم في أعلى الجبل، خلال الطريق كان الحر شديداً جداً، فاستظل الطبيب بظل الحمار الذي يستقله،فاحتج صاحب الحمار وطلب من الطبيب أجرًا مقابل الظل. متحججا بأنَّه تسلم أجرًا لاستِئجار الحمار فقط وليس الظل. حاول الطبيب إقناع صاحب الحمار بأن الظل يتبع الأصل، لكن هذا الأخير تشبث بأحقيته في أجرة الظل، وتطور بينهما نزاع أوصلهما إلى ساحة القضاء.
تصاعد الخلاف بين ردهات محكمة المدينة، وهناك تشابك الأمر أكثر، خاصة حين تحولت الوقفة أمام القضاء إلى مجال للازدراء بصاحب الحمار والحط من قيمته، حيث إن الطبيب وبحكم مكانته في المجتمع، يبخس من شأن “السيد الدرويش”، وينعته تحقيراً وتنقيصاً، والأخير يرد على تصرفات الطبيب ويسخر منه.
تفاقم الخلاف لدرجة احتار معها القاضي في تليين الأمور بينهما، وقد زاد الأمر تعقيدا دخول محاميان على خط القضية، فتنامى الخلاف وتباينت حدته وتشابكت خيوط القضية وخرجت إلى الشارع العام، وشطرته إلى قسمين، الأول يدافع عن الطبيب ويرى أن الظل ميت والتجارة فيه باطلة، فيما يدافع الثاني عن السيد الدرويش ويطالب بحقه في أجرة الظل. هكذا، تحول الخلاف الذي بدا بسيطاً وهيناً، بين السيدين ” وجيه والدرويش”، إلى قضية رأي عام.
تتصاعد أنفاس المسرحية بركوب أصحاب المصالح و المنتفعين راكبي الموجة، بحيث محور كُل دفة القضية على النحو الذي يخدم مصالحه الشخصية. فاحتدم الصراع المفتعل، وتحول إلى قضية رأي عام، وكان سببًا في تعري مجتمع تلك المدينة الهادئة التي تشكل في بعدها الدرامي نسخة كربونية لدول عالم اليوم.
“الحر بالغمزة ” مسرحية ساخرة، تكشف خيوط خطر الدعاية وسرعتها الضوئية على تلوين الواقع وتغليف البهتان في ثوب الحقيقة، واستغفال الجماهير لجرها وراء وهم الحقيقة، وزيف الادعاء، بحيث تحول أتفه الأمور إلى دعوى قضائية، ثم إلى قضية رأي عام تحرك الجماهير