الجهاتالرئيسيةالمجتمعصحة

فضيحة “الماء الساخن” بالمغرب: شركات المياه المعدنية تعرض صحة المستهلكين للخطر في عز الحرارة

خبراء الصحة يحذرون من أن تعرض قنينات المياه البلاستيكية لأشعة الشمس المباشرة يؤدي إلى تسرب مواد كيميائية خطيرة مثل “البيسفينول A” (BPA) والفثالات إلى الماء، وهي مركبات معروفة بتأثيراتها السامة والمسببة لاضطرابات هرمونية وحتى السرطان على المدى الطويل.

في الوقت الذي تتجاوز فيه درجات الحرارة بالمغرب حاجز 40 درجة مئوية في عدد من المناطق، تستمر شركات توزيع المياه المعدنية في نقل قنيناتها عبر شاحنات مغطاة فقط بأغطية بلاستيكية، دون أي احترام لشروط السلامة الصحية، مما يهدد صحة ملايين المستهلكين يوميا. 

الماء تحت الشمس.. خطر صامت

خبراء الصحة يحذرون من أن تعرض قنينات المياه البلاستيكية لأشعة الشمس المباشرة يؤدي إلى تسرب مواد كيميائية خطيرة مثل “البيسفينول A” (BPA) والفثالات إلى الماء، وهي مركبات معروفة بتأثيراتها السامة والمسببة لاضطرابات هرمونية وحتى السرطان على المدى الطويل.

والمثير للقلق أن حرارة الشاحنات المغطاة بالبلاستيك يمكن أن تتجاوز 60 درجة داخلها، ما يجعل البيئة مثالية لتحلل هذه المواد وانتقالها إلى المياه. 

شركات تكدس الأرباح وتتجاهل صحة المستهلك

رغم الأرباح الضخمة التي تجنيها شركات المياه المعدنية في السوق المغربي، إلا أنها تواصل اعتماد أسطول توزيع بدائي وغير مبرد، ضاربة عرض الحائط بأبسط قواعد النقل الصحي. بدل الاستثمار في شاحنات مبردة أو تعديل توقيت التوزيع ليتم ليلا أو صباحا باكرا لتفادي الحرارة، يظل المستهلك هو الحلقة الأضعف في سلسلة البحث عن الربح.

غياب المراقبة.. أين هي الجهات الوصية؟

ما يزيد الطين بلة هو غياب الرقابة الصارمة من طرف الجهات المختصة، خاصة مصالح وزارة الصحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA). استمرار هذا الوضع يطرح أكثر من سؤال حول مسؤولية المؤسسات الرقابية أمام فضيحة قد تتحول إلى كارثة صحية إذا لم يتم تدارك الأمر عاجلا.

حلول ممكنة قبل فوات الأوان

  • فرض شاحنات مبردة بشكل إلزامي على شركات المياه المعدنية.
  • تعديل توقيت التوزيع ليتم في الفترات الباردة من اليوم (صباحا أو ليلا).
  • مراقبة صارمة وتوعية المستهلكين بمخاطر شراء القنينات المعرضة لأشعة الشمس.

الماء الذي من المفترض أن يكون رمز النقاء والحياة، قد يتحول إلى خطر يهدد صحة المغاربة في صمت إذا استمر هذا الاستهتار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى