
دعا وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، اليوم الثلاثاء بالرباط، إلى تكثيف جهود جميع المتدخلين من أجل القضاء على الأمية والانخراط في مسار التعلم مدى الحياة.
وسجل السيد برادة، في كلمة خلال ترؤسه أشغال الدورة العاشرة لمجلس إدارة الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية المخصصة لعرض حصيلة عمل الوكالة لعام 2024 واستشراف آفاقها المستقبلية، أنه “رغم التقدم الذي أحرزته المملكة، فلا يزال تحدي محاربة الأمية قائما، مما يتطلب جهودا مستمرة (..) تأخذ بعين الاعتبار توصيات وملاحظات المجلس الأعلى للحسابات لاسيما فيما يتعلق بالتفكير في طرق مبتكرة تؤسس لمزيد من الفعالية والنجاعة في محاربة الأمية”.
كما ذكر الوزير، في هذا السياق، بأهداف القانون الإطار رقم 51.17 الذي جعل من محو الأمية إلتزاما اجتماعيا للدولة، ومحددا للرفع من مستوى النسيج الاقتصادي، بواسطة تحسين مستوى الموارد البشرية لمواكبة تطور الوحدات الإنتاجية.
وأشار السيد برادة إلى أن هذه الدورة تعقد في سياق خاص، إذ تتزامن مع صدور نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى لعام 2024، وما تضمنه من معطيات حول واقع الأمية بالمغرب، وصدور تقرير المجلس الأعلى للحسابات برسم سنة 2023-2024 الذي أنجز مهمة رقابية لتقييم الاستراتيجية الوطنية في مجال محاربة الأمية وإنجازات الوكالة خلال الفترة 2015-2023، إضافة إلى ما تضمنه القانون الإطار للتعليم رقم 51.17 من مقتضيات حول التربية غير النظامية ومحاربة الأمية.
من جهته، قدم مدير الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، عبد الودود خربوش، عرضا تفصيليا تضمن حصيلة عمل الوكالة برسم سنة 2024، مع استعراض أبرز الإنجازات التي تم تحقيقها في إطار المشاريع العشرين المدرجة ضمن خارطة الطريق 2023-2027.
كما استعرض، في نفس السياق، برنامج عمل الوكالة للفترة الممتدة بين 2025 و2027، وكذلك البيانات متعددة السنوات وكيفية تمويل برامج محاربة الأمية للفترة الممتدة بين 2025 و2027، فضلا عن إبراز المحاور التي تضمنتها مخططات العمل الجهوية للوكالة والتي شملت جميع جهات المملكة.
ولفت، بالمناسبة، إلى أن “النتائج الأخيرة للإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024، أبرزت تطورا إيجابيا في هذا المجال، حيث تم تسجيل انخفاض ملحوظ في معدل الأمية الذي تراجع من 32,2 بالمائة إلى 24,8 بالمائة على المستوى الوطني سواء في الوسط القروي أو الحضري، كما كشفت البيانات عن انخفاض الأمية بين النساء والرجال”.
وشدد على أن هذه النتائج “تضع أمامنا تحديات قائمة لضمان استمرارية هذه الجهود وتعميق تأثيرها على جميع فئات المجتمع”، داعيا جميع الفاعلين، سواء على المستوى الوطني أو المحلي، لتكثيف الجهود لتنفيذ مضامين الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الأمية، والعمل بشكل مشترك لخفض معدلاتها وصولا إلى القضاء عليها بحلول عام 2029 ومن ثمة الانخراط المؤسساتي والمستمر في مجال التعلم مدى الحياة.
واختتمت أشغال الدورة العاشرة لمجلس إدارة الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية بالمصادقة على مجموعة من مشاريع القرارات، منها حصيلة عمل الوكالة برسم الموسم القرائي 2023- 2024، وبرنامج عملها بين سنتي 2025 و2027، والبيانات متعددة السنوات وكيفية تمويل برامج محاربة الأمية للفترة الممتدة بين سنتي 2025 و2027.