الدوليالرئيسية

العثور على كميات كبيرة من أقراص الكبتاغون المخدرة بعد انهيار نظام الأسد

منذ الانهيار السريع لحكم بشار الأسد، عثر في مناطق مختلفة من سوريا على كميات كبيرة من أقراص الكبتاغون المكدسة في مستودعات أو قواعد عسكرية، لتؤكد صحة التقارير حول دور سوريا في صناعة هذه المادة المخدرة المحظورة وتصديرها الى العالم.

واستولى مقاتلو الفصائل على قواعد عسكرية ومراكز توزيع منشطات يدخل في تركيبها الأمفيتامين غمرت السوق السوداء في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

ويقول مقاتلو تحالف الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام إنهم عثروا على كمية هائلة من المخدرات وتعهدوا باتلافها.

وسمح مقاتلو هيئة تحرير الشام الأربعاء لوكالة فرانس برس بالدخول إلى مستودع في مقلع على مشارف دمشق، حيث تم إخفاء حبوب الكبتاغون داخل مكونات كهربائية للتصدير.

وقال المقاتل أبو مالك الشامي، الذي ارتدى قناعا أسود، إنه “بعد أن دخلنا وأجرينا عملية تمشيط، وجدنا أن المصنع لماهر الأسد وشريكه عامر خيتي”.

وكان ماهر الأسد قائدا عسكريا وشقيق رئيس النظام المخلوع، ويفترض الآن أنه هارب. ويتهم على نطاق واسع بأنه المسؤول عن تجارة الكبتاغون المربحة.

أما عضو مجلس الشعب سابقا عامر خيتي ففرضت عليه الحكومة البريطانية عقوبات وقالت إنه “يسيطر على العديد من الشركات في سوريا التي تسهل إنتاج وتهريب المخدرات”.

وفي مرآب أسفل المستودع ومناطق التحميل، تم تعبئة آلاف حبوب الكبتاغون ذات اللون البيج وتخبئتها في ملفات نحاسية لمحولات كهربائية منزلية جديدة.

وقال الشامي “وجدنا كمية كبيرة من الأدوات (الكهربائية) التي وضعت بداخلها أكياس من حبوب الكبتاغون المعدة للتهريب الى خارج البلد”.

وأضاف أن هناك “كمية كبيرة منها لا يمكن عدها”.

وفي المستودع في الأعلى، كانت صناديق من الورق المقوى جاهزة لإخفاء الحبوب المخدرة على أنها حمولة من بضائع اعتيادية، إلى جانب كمية كبيرة من الصودا الكاوية المعبئة في اكياس بيضاء.

والصودا الكاوية، أو هيدروكسيد الصوديوم، هو عنصر أساسي في إنتاج الميثامفيتامين، وهو مادة أقوى من الأمفيتامين وأخطر.

دعمت عائدات بيع الكبتاغون طوال سنوات الحرب المستمرة منذ 13 عاما حكومة الأسد التي سقطت الأحد الماضي في هجوم خاطف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام.

وحو ل الكبتاغون سوريا إلى أكبر دولة في العالم تعتمد على عائدات المخدرات، وأصبح أكبر صادرات سوريا متجاوزا جميع صادراتها القانونية مجتمعة، وفقا لتقديرات مستمدة من بيانات رسمية جمعتها وكالة فرانس برس خلال تحقيق أجري عام 2022.

ويعتقد الخبراء، كمؤلف تقرير صدر في يوليو عن مركز كارنيغي للشرق الأوسط، أن الأسد استخدم تهديد وقوع اضطرابات نتيجة تعاطي المخدرات للضغط على حكومات عربية.

وكتب الباحث في مركز كارنيغي هشام الغنام أن الكبتاغون ساهم في اتساع وباء تعاطي المخدرات في دول الخليج الغنية، حتى مع سعي الأسد إلى إيجاد طرق لإنهاء عزلته الدبلوماسية.

وكتب الغنام أن الأسد “استغل تجارة الكبتاغون كوسيلة لممارسة الضغط على دول الخليج، ولا سيما السعودية، لإعادة دمج سوريا في العالم العربي”، وهو ما فعلته عام 2023 عندما عادت سوريا إلى جامعة الدول العربية.

والصودا الكاوية المخزنة في المستودع في احدى ضواحي دمشق مصدرها السعودية، وفقا لما هو مكتوب على الأكياس.

كان المستودع ضخما، لكن تم ايضا العثور على كميات أقل من الكبتاغون الا انها كبيرة مع ذلك في منشآت عسكرية مرتبطة بوحدات كانت تحت إمرة ماهر الأسد.

وشاهد صحافيون من وكالة فرانس برس هذا الأسبوع عملية حرق حبوب كبتاغون في قاعدة المزة الجوية التي أصبحت الآن في أيدي مقاتلي هيئة تحرير الشام.

وخلف الكومة المشتعلة، في مبنى للقوات الجوية تعرض للنهب، كانت هناك كميات أخرى من الكبتاغون إلى جانب صادرات اخرى غير مشروعة، بما في ذلك أدوية لعلاج الضعف الجنسي وأوراق نقدية مزورة بشكل سيء من فئة 100 دولار.

وقال مقاتل من هيئة تحرير الشام يستخدم الاسم الحركي “خطاب” في مطار المزة العسكري “عندما دخلنا الى هنا وجدنا كمية كبيرة من الكبتاغون. لذا قمنا باتلافها وحرقها. إنها كمية ضخمة يا أخي”.

واضاف “قمنا باتلافها لأنها ضارة بالناس. تضر الصحة، وتضر الطبيعة والبشر”.

وأكد خطاب أن هيئة تحرير الشام التي شكلت حكومة انتقالية لا تريد إلحاق الأذى بجيرانها من خلال تصدير المخدرات التي يمكن أن تدر مليارات الدولارات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى