
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نشر دبابات في رفح وسيطر على المعبر الحدودي مع مصر في جنوب غزة ما أدى الى توقف وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر، في تطو ر وصفته واشنطن بأنه “غير مقبول”.
من جهتها، أفادت قناة “القاهرة الإخبارية” المقربة من المخابرات المصرية بوجود “توافق” بين جميع الأطراف لاستكمال المفاوضات في العاصمة المصرية.
لكن القناة نقلت عن مصدر رفيع لم تسمه قوله إن القاهرة أبلغت إسرائيل “بخطورة التصعيد” بعد سيطرة الدولة العبرية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وتشديده على أن “مصر جاهزة للتعامل مع السيناريوهات كافة”.
في الأثناء أكد الجيش الإسرائيلي أنه شن عملية “لمكافحة الإرهاب” في “مناطق محددة” في شرق رفح، وذلك غداة تحذيره عشرات آلاف العائلات بوجود إخلاء المنطقة.
ويثير تحضير إسرائيل منذ أسابيع لشن هجوم بري واسع على رفح مخاوف دولية على مصير نحو 1,4 مليون فلسطيني تضيق بهم المدينة، بحسب الأمم المتحدة، نزحت غالبيتهم من مناطق أخرى في القطاع بسبب الحرب.
وتحض الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إسرائيل على عدم المضي قدما في اجتياح رفح، وسط تخوف من حمام دم وتفاقم الكارثة الإنسانية.
وأكدت الأمم المتحدة الثلاثاء أن إسرائيل منعتها من الوصول إلى معبر رفح، بوابة العبور الرئيسية للمساعدات الإنسانية الحيوية لسكان غزة من مصر.
وفي مصر “منعت مئات الشاحنات المحملة بالوقود والمساعدة الإنسانية” من الدخول بعد إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم، بحسب مصادر مصرية.
وعلى الإثر، قالت الأمم المتحدة إن مخزونها من الوقود المخصص للعمليات الإنسانية في قطاع غزة يكفي ليوم واحد فقط.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إسرائيل بإعادة فتح المعبريين “على الفور” للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، داعيا حكومة الدولة العبرية الى “وقف التصعيد”.
من جهتها، قالت سلطات حماس الثلاثاء إن “الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تأزيم الوضع الإنساني بإيقاف إدخال المساعدات وإغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم واستهداف المستشفيات والمدارس بعدوانه على شرق رفح”.
وشدد البيت الأبيض على “وجوب إعادة فتح المعبرين اللذين تم إغلاقهما”، مشيرا الى أنه من المتوقع أن يعاد فتح كرم أبو سالم الأربعاء.
اندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق لحركة حماس في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وخطف أكثر من 250 شخصا ما زال 128 منهم محتجزين في غزة توفي 36 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.
وتعهدت إسرائيل، ردا على الهجوم، “القضاء” على حماس. وتنفذ منذ ذلك الوقت، حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة، تسببت بسقوط 34789 قتيلا غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
وفي القاهرة تعقد محادثات جديدة غداة موافقة حماس على مقترح لوقف إطلاق النار تقدمت به مصر وقطر.
ونقلت قناة “القاهرة الإخبارية” المقربة من المخابرات المصرية عن مصدر رفيع قوله “هناك توافق بين جميع الأطراف للعودة الى المسار التفاوضي”.
وفي سياق متصل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إرسال الدولة العبرية وفد الى القاهرة.
وأكد أنه اعطى الوفد التعليمات بأن يكون “حازما بشأن الشروط اللازمة للإفراج” عن الرهائن، و”المتطلبات الأساسية لضمان أمن إسرائيل”.
الى ذلك، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الثلاثاء من أن الدولة العبرية مستعدة “لتعميق” عملياتها في غزة إذا فشلت محادثات الهدنة.
وقال في بيان بعد جولة قام بها في رفح إن الدولة العبرية مستعدة “لتقديم تنازلات” لاستعادة الرهائن.
وأضاف “لكن إذا كان هذا الخيار غير متاح، سنمضي نحو تعميق العملية، وهذا سيحصل في كل أنحاء القطاع، في الجنوب، في الوسط، وفي الشمال”.
وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس بتعرض رفح مساء الثلاثاء لضربات جوية.
وكان القصف ليل الإثنين على المدينة أوقع 27 قتيلا على الأقل بحسب اثنين من مستشفيات رفح.
وقال مسؤول في حماس إن محادثات القاهرة قد تكون “الفرصة الأخيرة” لاستعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
وأوضح القيادي في حركة حماس خليل الحية لقناة “الجزيرة” القطرية أن المقترح يتضمن ثلاث مراحل، مدة كل منها من 42 يوما، “بهدف الوصول الى وقف دائم لإطلاق النار”، مضيفا أن الصيغة تشمل “انسحابا كاملا من غزة وعودة النازحين وتبادلا للأسرى”.
وترفض إسرائيل الانسحاب الكامل لقواتها من غزة والوقف الدائم لإطلاق النار، قائلة إن الهدف هو “هزيمة” حماس لكي لا تتكرر أحداث 7 أكتوبر.
وأعرب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي الثلاثاء عن أمله بأن يتم التوصل “قريبا جدا” في القاهرة لاتفاق نهائي.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء إنه “في الوقت الحالي، هناك قوات خاصة تفتش معبر” رفح، “لدينا سيطرة عملانية على المنطقة والمعابر الأخرى ولدينا قوات خاصة تقوم بمسح المنطقة”.
وأوضح “نحن نتحدث فقط عن الجانب الغز ي من معبر رفح”.
وقال الجيش إنه حصل على معلومات بأن حماس تستخدم الجانب الغزي من معبر رفح بعد إطلاق صواريخ الأحد على منطقة كرم أبو سالم أدى الى مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة أكثر من عشرة آخرين.
وقالت واشنطن إن إسرائيل أبلغتها أن عمليتها العسكرية ستكون “محدودة” من حيث حجمها ومدتها، وتهدف إلى قطع إمدادات الأسلحة عن حركة حماس، وفق ما أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض.
والإثنين استجاب آلاف الفلسطينيين من رجال ونساء وأطفال ومعظمهم نازحون من الحرب لأمر الإخلاء، وحملوا بعض أمتعتهم وإن لم يعرفوا إلى أين يتجهون.
وقال حنا صالح وهو أربعيني نزح من شمال قطاع غزة “نحن خائفون جدا، ليس من السهل التنقل من مكان الى آخر… سنرحل نحو غرب رفح لكننا لا نعلم تحديدا الى أين. وكل الناس يطرحون هذا السؤال”.
وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني “حاليا يغادر ما معدله 200 شخص رفح كل ساعة إلى خان يونس (جنوب) ومناطق أخرى”.
من جهة أخرى أعلن البنتاغون إنجاز بناء الميناء العائم قبالة غزة والرامي لإيصال مزيد من المساعدات إلى القطاع.
وأعطت موافقة حماس على مقترح للهدنة الإثنين الفلسطينيين في غزة بصيص أمل، لكن نازحين رووا الثلاثاء ما عانوه من خوف خلال ليلة جديدة تحت القصف.