بنيوسف يوقع مسرحيته “أبْريذْ غار أُوجٓنّا” في اليوم العالمي للمسرح
انعقد بقاعة مكتبة المركب الثقافي بالناظور، ليلة السبت 30 مارس 2024، حفل تقديم وتوقيع مسرحية “أبْريذْ غار أُوجٓنّا” (الطريق إلى السماء) للمؤلف الدكتور محمد بنيوسف، من تنظيم جمعية أمزيان للمسرح بشراكة مع المديرية الجهوية لوزارة الشباب والثّقافة والتّواصل-قطاع الثّقافة بالناظور، وتنسيق مع مركز الأبحاث والدراسات الأمازيغية بالريف.
افتتح حفل توقيع المسرحية من طرف مسير الجلسة محمد الهاشمي الذي رحب بالحضور مثمنا باللقاءات الأدبية التي تنظمها جمعية أمزيان للمسرح، كم نوه بالمجهودات المبذولة من طرف مركز الأبحاث والدراسات الأمازيغية بالريف من أجل طبع ونشر المؤلفات الأمازيغية أو التي تعنى بالأمازيغية، ثم منحت الكلمة من أجل قراءة وتقديم المسرحية للدكتور جمال الدين الخضيري أستاذ بالكلية متعددة التخصصات بالناظور، حيث قدم قراءة نقدية في المسرحية، مشيرا في البداية إلى دلالة العنوان وما يتضمنه من معنى نشدان الكمال والسمو والارتقاء إلى ما هو متعالٍ، في مقابل ما هو أرضي ومنحط.
وتطرّق الخضيري إلى مجموعة من المكونات الفكرية والجمالية التي تتحكم في المسرحية، مبرزًا “الثيمات” التي تناولها المؤلف، من قبيل “ثيمة” التطرف واستغلال الدين لاستعباد الناس، والابتعاد عن المعيش اليومي وتحديات الواقع.
وتحدّث الدّارس عن شخصية المرأة التي تبرز المحبة للفن والمدافعة عن خصوصيتها الثقافية، والدعاية للتعارف والانفتاح على كافة القيم الإنسانية، فيما حدد نوع الفضاء الدرامي المستعمل في النص المسرحي، مبينا أنه ينقسم إلى قسمين: فضاء دنيوي تتصارع فيه شخصيات متبعة شهواتها وزائغة عن الحق والصواب، وفضاء أخروي (الجنة والنار) فيه نوع من المحاكمة لأفعال وممارسات شخصيات المسرحية التي عُرفت بانحرافها وتزمتها (الفقيه ومريده).
كما أبرز الخضيري التقنيات الجمالية التي وظفتها المسرحية، من قبيل دقة ووفرة الإرشادات المسرحية التي تبين نوعية الإضاءة والموسيقى والسينوغرافيا، وهو ما يدل، حسب تصوّره، على الحس الإخراجي لدى المؤلف، ليؤكّد في الختام أن المسرحية مليئة بالرموز التي تتجسّد، على سبيل المثال، في المرأة التي تحيل إلى الأرض وإلى الذاكرة، ضد كل ما هو دخيل ومتطرف ومنسلخ عن خصوصيته.
بعد ذلك تدخل الكاتب مؤلف المسرحية الدكتور محمد بنيوسف مسلطا الضوء على مجموعة من القضايا التي عالجها، من قبيل الاستغلال السيئ للدين، والذهنية التحريمية والمتطرفة الطاغية لدى بعض الدعاة، ودور المرأة في المجتمع، والدعوة إلى التعايش والتسامح، وأشار مؤلف المسرحية إلى أن تخصصه هو القانون، ولكنه محب للمسرح ومهتم به، مبرزًا أن ثمة أمورا شغلته من الناحية القانونية عبر عنها فنيا من خلال هذا العمل. وفي ختام هذا اللقاء، فُتح باب مناقشة المسرحية أمام الحاضرين الذين أدلوا بآرائهم، قبل أن يوقع الكاتب نسخا من مؤلّفه.