محكمة العدل الدولية تطلب من إسرائيل منع ارتكاب “إبادة” في غزة حيث الحرب مستعرة
دعت محكمة العدل الدولية الجمعة إسرائيل إلى منع ارتكاب أي عمل ي حتمل أن يرقى إلى “إبادة جماعية” في غز ة وإلى السماح بوصول مساعدات إنسانية إلى القطاع، مع تزايد القلق حيال مصير المدنيين المحاصرين جر اء الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس.
لكن المحكمة ومقر ها لاهاي لم تطلب وقف إطلاق النار في غز ة حيث يشن الجيش الإسرائيلي حملة مدمرة ردا على هجوم غير مسبوق شنته حماس في إسرائيل في 7 أكتوبر.
ويجتمع مجلس الأمن الدولي الأربعاء للنظر في قرار محكمة العدل الدولية، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية للمجلس.
وقالت المحكمة إن إسرائيل المسيطرة على كل معابر دخول المساعدات الدولية إلى قطاع غزة الذي تفرض عليه حصارا تاما، يجب أن تتخذ “خطوات فورية” لتمكين توفير “المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الفلسطينيون بشكل عاجل”. ولا تملك هذه الهيئة القضائية أي وسيلة لتنفيذ قراراتها.
أغرقت الحرب قطاع غز ة في جحيم كارثة إنسانية، وتسببت في دمار هائل وأجبرت 1,7 مليون فلسطيني على الفرار باتجاه الجنوب، فيما القتال على أشده، ولا سيما في مدينة خان يونس الجنوبية التي فر منها آلاف المدنيين في الأيام الأخيرة ويقصفها الجيش الإسرائيلي بلا هوادة.
وفي رفح، على بعد بضعة كيلومترات جنوبا، يتجمع عشرات الآلاف من النازحين في ظروف يائسة، في منطقة صغيرة جدا على الحدود المغلقة مع مصر، وفقا لمراسل وكالة فرانس برس. ويخشى كثيرون من أن يتقدم الجنود الإسرائيليون ويهاجموا المدينة.
ورحبت حماس التي تتولى السلطة في غز ة منذ 2007، بقرار محكمة العدل الذي وصفته بأنه “تطو ر مهم يسهم في عزل إسرائيل وفضح جرائمها”.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي “إن القرار المصيري لمحكمة العدل الدولية يذكر العالم بأن لا دولة فوق القانون وبأن العدل يسري على الجميع ويضع حدا لثقافة الإجرام والإفلات من العقاب لإسرائيل والتي تمثلت بعقود من الاحتلال والتطهير العرقي والاضطهاد والفصل العنصري”.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قال إن “تهمة الإبادة الموجهة ضد إسرائيل ليست كاذبة فحسب، بل إنها فاضحة”.
.
ومن دون الدعوة إلى وقف لإطلاق النار أو البت في ما إذا كانت إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية أم لا، دعت المحكمة إسرائيل إلى بذل كل ما في وسعها “لمنع ومعاقبة” التحريض على الإبادة وأي أعمال تقع ضمن نطاق الاتفاقية.
أكد الاتحاد الأوروبي أن قرارات “محكمة العدل الدولية ملزمة للأطراف وعليها الالتزام بها. ويتوقع الاتحاد الأوروبي تنفيذها الكامل والفوري والفعال”. في المقابل، كررت الولايات المتحدة موقفها المتمثل في أن اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غز ة “لا أساس له من الصحة”.
ورحبت بالقرار كل من تركيا وإيران وإسبانيا والأردن وقطر، الوسيط الذي يستضيف قيادة حماس، وكذلك السعودية التي طالبت “بمحاسبة” إسرائيل على “انتهاكاتها” للقانون الدولي.
وبعد اتهامات من إسرائيل بشأن تور ط موظفين في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في هجوم 7 /أكتوبر، أعلنت الوكالة فصل “موظفين عدة” وفتح تحقيق. من جهتها، أعلنت واشنطن أنها “علقت” تمويلها للأونروا.
ورفضت منظمة الصحة العالمية اتهامات إسرائيل لها بـ”التواطؤ” مع حماس، مؤكدة حيادها والتزامها دورها الإنساني.
أدى هجوم 7 أكتوبر إلى مقتل أكثر من 1140 شخصا في إسرائيل، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية. وخطف نحو 250 شخصا خلال الهجوم أطلق سراح مئة منهم في نهاية نوفمبر خلال هدنة، في مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين.
رد ا على الهجوم، تعهدت إسرائيل “القضاء” على حماس وباشرت عملية عسكرية واسعة خلفت 26083 قتيلا، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال والفتية، حسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
وبعيد صدور قرار محكمة العدل الدولية، نشرت حماس شريط فيديو تظهر فيه 3 رهينات إسرائيليات، اثنتان منهن عر فتا نفسيهما بأنهما جنديتان.
أعلنت وزارة الصحة في غز ة مقتل 183 شخصا خلال أربع وعشرين ساعة في غز ة، بينما يحتدم القتال قرب مستشفى ناصر في خان يونس، أحد أكبر مستشفيات القطاع.
ويزعم الجيش الإسرائيلي أنه حاصر خان يونس، مسقط رأس يحيى السنوار زعيم حركة حماس في قطاع غز ة والذي ي عتبر مهندس هجوم 7 أكتوبر.
وأدى قصف بالدبابات استهدف ملجأ للأونروا الأربعاء إلى مقتل 13 شخصا حسب الوكالة.
وقال أحمد قطرة الذي أصيب في القصف لفرانس برس إن “ثمة أناسا كثرا قتلوا. حاولنا أن نخرج، لكن رأيت الدبابة تقصف وأن لا مجال للخروج. قصفونا في مكان يقولون عنه إنه آمن و(تابع) للأمم المتحدة”.
وقالت الأمم المتحدة إن الجيش الإسرائيلي أمر بإخلاء هذا الملجأ قبل الخامسة مساء الجمعة، وهو ما نفاه الجيش.
من جهته، أعلن البيت الأبيض الجمعة أن الرئيس جو بايدن ناقش مع أمير قطر “الأحداث الأخيرة في إسرائيل وغزة، بما في ذلك الجهود لإطلاق الرهائن الذين خطفتهم حماس”، مضيفا أنه لن يكون هناك إعلان “وشيك” بشأن الرهائن.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إن بايدن تحد ث كذلك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
يأتي ذلك فيما أفاد مصدر أمني وكالة فرانس برس بأن اجتماعا سيعقد في باريس حول هذه المواضيع في الأيام المقبلة، يشارك فيه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ومسؤولون من مصر وإسرائيل وقطر.
قالت منظمة أطباء بلا حدود الجمعة إنه “لم يعد هناك نظام صحي عمليا في غزة” بعد أن أصبحت معظم الخدمات في مستشفى ناصر “معطلة الآن” بسبب النزاع بين إسرائيل وحماس.
وعبرت المنظمة في بيان عن أسفها لأن “القدرة الجراحية لمستشفى ناصر” أصبحت “شبه معدومة”، مشيرة إلى أنه “يتعين على أفراد الطاقم الطبي القلائل الذين بقوا في المستشفى التعامل مع مخزونات منخفضة جدا من المعدات الطبية”.
وتحدثت وزارة الصحة التابعة لحماس عن “انقطاع كامل للكهرباء” في المستشفى، ما أد ى إلى “توقف كل المعدات الطبية عن العمل، بما في ذلك أجهزة التنفس”.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنه في حين فر معظم موظفي المستشفى وآلاف الأشخاص الذين لجأوا إليه في الأيام الأخيرة، فإن ثمة ما بين 300 إلى 500 مريض مصابين بجروح خطرة لم يتسن إجلاؤهم “بسبب الخطر ونقص سيارات الإسعاف” في المرفق الطبي.
إقليميا، أعلن المتمردون الحوثيون اليمنيون أنهم أطلقوا “صواريخ” على “سفينة نفطية بريطانية”. وكانت شركة أمبري الخاصة المتخصصة في المخاطر البحرية قد ذكرت في وقت سابق أن سفينة أصيبت في المنطقة نفسها، ما أدى إلى نشوب حريق على متنها، ولم يتضح فورا إذا كان الحادث هو نفسه.
“.