يكشف الناشط الأزوادي عبد الله أغ أوبكرين في حوار مفصل مستجدات القضية الأزوادية ،مشيرا الى التحول الكبير في مسار قضية أزواد لثني الشعب الأزوادي من نيل حريته و استقلاله و حقوقه العادلة و المشروعة، خاصة بعد الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي إلى الجزائر.
حوار ياسين عمران
ماهي أخر تطورات الملف الأزوادي بعد هجوم وحدات من الجيش المالي على نقط مراقبة تابعة لمقاتلي الطوارق؟
قامت وحدات من الجيش المالي مدعومة بمرتزقة فاغنر الروس بإطلاق الرصاص الحي على قواعد و مراكز تابعة للحركة الوطنية لتحرير أزواد، وخلف هذا العدوان خسائر مادية بسيطة تمثلت في حرق سيارتين رباعية الدفع، علاوة على سقوط جريحين جراء هذا العدوان الغدار، إننا نعتبر هذا الهجوم غير مبرر ويمثل خرق سافر لاتفاق السلام المبرم بين دولة مالي و الحركة الوطنية لتحرير آزواد و يؤكد على تعنت باماكو في التزامها بتوجيهات اتفاق السلام خاصة في ظل تدني الوضع الأمني و الإنساني في المنطقة.
كيف تنظرون إلى تصريحات الأخيرة للرئيس الجزائري بخصوص ملفي الصحراء المغربية و أزواد؟
في ما يخص تصريحات الرئيس عبد المجيد تبون نعتبرها رسائل واضحة موجهة للشعب الأمازيغي الصحراوي مفادها أنه لا يمكن لهم إقامة دولة ذات سيادة.
و يأتي هذا الموقف الجزائري بعدما أصبحت تتدخل في مسار قضية أزواد لثني الشعب الأزوادي من نيل حريته و استقلاله و حقوقه العادلة و المشروعة، خاصة بعد الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي إلى الجزائر.
أما قضية الصحراء المغربية فقد أبانت الجزائر المدللة عن المساومة بكل التوازنات السياسية بالمنطقة، حيث أن النظام الجزائري يعلم جيدا أنه لا يمكن قيام أي دولة عربية على الصحراء المغربية، لكن مقابل ذلك لا تزال توهم شخصيات صحراوية بهذا الوهم المستحيل تحقيقه، وذلك من أجل تحقيق أهداف معينة تتمثل في كسب عطف و رضا التيارات و القوى العروبية، لأن الجزائر تعتبر من ضمن الأنظمة التي تتبنى مشاريع القومية العربية بشمال إفريقيا، فدعم الجزائر للبوليزاريو هدفه ليس مناصرة قضية الصحراء بل الهدف منه هو عرقلة تحرر الأمازيغية بالمنطقة ، حيث تعمل الجزائر على عرقلة إستقلال دولة آزواد عن مستعمرة السودان الفرنسية.
إن تصريحات عبد المجيد تبون ليست داعمة لدولة مالي ولا لاستقرار المنطقة، بل إن تصريحاته تذهب في اتجاه عرقلة إستقلال دولة آزواد الأمازيغية التي لها تاريخ و هوية وطنية و ثقافة عريقة و التي تزخر بموارد طبيعية و معدنية و منجمية كثيرة، ومن ضمنها حقول النفط بتودني .
على هذا الأساس فإن نظام الجنيرلات بقصر المرادية يدرك أنه لم يستفيد من هذ الثروة الطاقية،إذ تقع هذه الثروة تحت سيطرة الجيش الوطني الازوادي، لذلك فعسكر الجزائر يدعي تأييد موقف ما يسمى “بدولة مالي ” للسيطرة على الثروات المعدنية و الطاقية الازوادية وهذه هي خلفية تصريحاته الأخيرة.
هل تعتقدون أن الجزائر لها مصلحة في هضم الحقوق السياسية و القانونية لشعب أزواد؟
الجزائر لها مصلحة في هضم حقوقنا هذا أمر أصبح واضحا مع مرور الأيام و الأحداث.، لقد اجتمع الطوارق بالجزائر وتم توقيع اتفاق السلام مع كل الأطراف و وعدت الدولة الجزائرية بتنفيذ بنود إتفاق الجزائر خلال سنتين، لكن تم تجميد هذا الاتفاق من طرف النظام العسكري الجزائري، لانه يدرك أن تنفيذ هذا الإتفاق سيخول للأزواديين تدبير شؤون إقليمهم و التحكم في مواردهم الطبيعية و المجالية و هذا ما سيزعج من يسمي نفسه وسيط السلام بين الأطراف المتنازعة.
كيف تفسرون دعم الجزائر للجبهة الانفصالية مقابل هضمها للحقوق الثقافية و اللغوية للطوراق؟
الجزائر تدعم ما يسمى بجبهة إنفصال وهم البوليساريو، لأنها تستهدف أولا زعزعت إستقرار المملكة المغربية، ثانيا تدعم إنفصاليي البوليساريو لأنهم يخدمون أجندة مشروع عربي فوق أرض أمازيغية، فالجزائر تسعى إلى محاصرة المملكة المغربية التي لها امتداد حضاري وتاريخي ينهل من التاريخ الأمازيغي العريق.
ماهي رسالتكم للشعب الأمازيغي و للحركة الأمازيغية بشمال إفريقيا؟
رسالتنا إلى الشعب الأمازيغي الأبي و للحركة الأمازيغية بشتى أطيافها و تنظيماتها في كل مكان داخل وطننا القومي تامازغا و خارجها، نوجه لهم رسالة عاجلة لرفع القضية الأزوادية إلى المنصات الدولية و فضح جرائم دولة مالي في حق أبناء أزواد. و كما ندعوا جميع الفرقاء إلى تكثيف الجهود لمحاربة الجماعات الإرهابية التي ترتكب إبادة جماعية ضد الأزواديين، و نشدد أيضا على أن قضية أزواد هي من ضمن القضايا الوطنية الأمازيغية.
ماهي وضعية النازحين ومجهولي الهوية الطوارق ؟ هل من تطورات في هذا الملف الإنساني؟
وضعية النازحين مزرية جدا لكن الحمد لله على كل حال تم إستقبالهم من طرف إخوانهم في مدينتي كيدال و غاو، حيث قامت جمعيات خيرية و مؤسسات المجتمع المدني ومنظمات حقوقية في دعم النازحين وتحسين وضعية صحتهم.
لكن علينا أن نعلم أن هذا الوضع يزداد تدهورا مع تفاقم عدد النازجين، بل نحن أمام تهجير جماعي تعسفي بعد إنعدام الأمن و تغلغل الجماعات الإرهابية التي تزرع الموت و الخراب في هذه المناطق بتواطئ مع جهات خارجية التي تسعى إلى الانتقام من المشروع التحرري الأزوادي، و التي لها أطماع في المنطقة، حيث تحاول بكل الوسائل تهجير السكان من أراضيهم أو إبادتهم.