
لم يجد معلم زمانه ، النكرة سياسيا الذي هبط على وزارة التعليم العالي في أغلبية منتصف الليل ، المنتمي قصرا لحزب صاحب “التقاشر” الا الهروب الى الأمام واستعمال أسلوب السجع “والتلاص” ان لم نقل “التناص” حسب تعبير نقاد الآداب ، ليداري قلة حيلته في تدبير قطاع التعليم العالي الذي حصد الخيبات منذ توليه هذه الوزارة .
الرجل الذي اجتمع مع أعضاء مكتب حزبه السياسي الذين يفهمون في كل شيء الا في “شي حاجة” اسمها التعليم العالي ، فضل رمي الكرة في وجه أعداء لا وجود لهم الا في مخيلة اعضاء ديوانه في الوزارة التي أكمل تركيبة اعضاءها بمنطق التوصيات والتزكيات والتعيينات الحزبية .
ميرواي الذي دبر وسير طويلا جامعة مغربية توجد على الخريطة المغربية ، كان يفترض أن يعرض خلال اجتماعه المشاكل الكبرى لتعليم عال مغربي هجين يفتقر لكل المقومات ، وتأتي جامعاته في المراتب الدنيا من ترتيب الجامعات في العالم ، لكنه اختار ان ينحوا منحى الشعبوية في أذل صورها مخترعا عدوامفترضا لغزواته الفاشلة ، متهما من أسماهم بأبطال المزايدات السياسية بالوقوف في وجه مصلحة البلاد والشباب .
وزير التعليم العالي الذي كان قد فتح نقاشا وطنيا ، بقي محصورا في اورقة الفشل ، اطلق وتزامنا وشهر أبريل العظيم الذي ابتلت فيه هذه الحكومة بعاصفة ارتفاع الاسعار ، أطلق كذبة ما أسماها بالمنظور الجديد الذي يعد له والذي يتأسس على مقاربات علمية ستنهي قريبا أزمة التعليم العالي والبحث العلمي في المغرب مستحضرا كما قال الخصوصيات التي تتميز بها كل جهة.
ونكاد نجزم أن الحكومة برمتها بما فيها رئيس الحكومة لديه علما بهذا المنظور العجيب الذي فجره الوزير أمام خلانه في حزب وهبي العامربما أسماهم “أبناء الشعب الملتزمون أخلاقيا وسياسيا ،بما يريده ابناء هذا الشعب ” على حد تعبيره .
فكم أنت حزين أيها الشعب ، ولك الله أيها التعليم العالي وأيها الطالب المغربي ؟!