المجتمع

محمد الدرويش : الاتحاد الاشتراكي كما غنت ناس الغيوان ( قلال ما فينا ما يتقسم )

الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حزب حي ، حركي ، يتفاعل مع المعطيات بذكاء ، و هو عود الرأي العام الوطني ، والدولي بتجديد أطروحاته ، و باتخاذ المبادرات في القضايا الوطنية ، والإقليمية ، و الجهوية ، والدولية، إذ كان له دائما إشعاع وطني ودولي مهما.

و هو قادر على ذلك إذا ما استرجع الاتحاديون و الاتحاديات وحدتهم، فنحن كما قالت مجموعة ناس الغيوان ( قلال ما فينا ما يتقسم ) ، واستعاد مجموعة منهم أخلاق النضال المجتمعي تنظيرا، و ممارسة.

فنحن لا نريد لحزبنا الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية آن يعيش لا انتحارا جماعيا ، و لا فرديا ، كما كان أكد عليه اخونا الكاتب الاول قبلًا الأستاذ عبد الواحد الراضي في المجلس الوطني 5 مايو 2012 ، و نحن نستعد للمؤتمر الوطني التاسع .

أما عن ظروف إعداد المؤتمر الوطني المقبل ، فاسمح لي آن أقول إنه مع كل أسف يتم ذلك في أجواء مشحونة و في ظروف غير طبيعية ، كورونا من جهة ، و رفع الدعاوى القضائية من جهة أخرى ، و أسلوب غير مقبول في تدبير الخلاف نطلع عليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، و هو أسلوب لا يليق بتاريخ حزب الشهداء ، و المناضلات، و المناضلين ، الأحياء منهم و الاموات .
نعم يتوجه الاتحاديون و الاتحاديات لمحطة المؤتمر الوطني بأجواء غير سليمة بل و غير أخلاقية من خلال ما يصدر عن البعض رغم قلته عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي و الورقي ، و هو أمر غير مسبوق في أخلاق تدبير الاختلاف بين المناضلين ، فما ينشر اليوم مسيء للحزب بتاريخه و قياداته و موقعه الوطني ، و الدولي ، قبل آن يسيئ لزيد او عمرو او فاطمة . هذا واقع يحرجنا جميعا فلم يكن يوما المناضل الاتحادي ، و هو يدافع و يرافع عن قناعاته ، و اختياراته يفعل ذلك بهكذا أسلوب و تعبير .

هذا لا يعني آن ما يحصل مما ذكرنا هو الأعم ، بل بالعكس فمجموعة كبيرة من الاتحاديين و الاتحاديات منخرطون في التحضير للمؤتمر ، و مشاركون في مناقشة ما يقدم لهم من وثائق، و مساهمون في عمليات انتخاب المؤتمرين بتفاوت طبعا كبير بين مجموعة من الاقاليم و أخرى ، و هو الأمر الذي نتابعه عبر الوسائط الاجتماعية ، و من المؤكد آنه كما آن هناك مناضلات و مناضلين غير راضين على مجريات الاعداد للمؤتمر 11 للحزب ، و هم موجودون في كل المواقع الحزبية، هناك مناضلات و مناضلين راضون على هاته العمليات و منخرطون في مسلسلها ، و هو الأمر كذلك الذي نسجله عبر الوسائط الاجتماعية .

علما آن الاتحاديات و الاتحاديين ، و هم يستعدون لعقد المؤتمر 11 للحزب ، فإنهم سواء منهم من في المسؤولية الوطنية ، أو الجهوية ، أو الاقليمية ، أو المحلية ، أم الذين لا يتحملون إحداها ، يرغبون في استعادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لأدواره المجتمعية في كل المؤسسات ، و البنيات الاجتماعية ، حتى يكون حزب القوات الشعبية بامتياز ، حزب ريادة قضايا الفكر و الثقافة و المعارف و النساء و الشباب و الطفولة ، و الكرامة و العدالة الاجتماعية ، حزب العلاقات الدولية في المنتظم الدولي الاشتراكي ، و التكتل الديموقراطي الذي تقوده المانيا ، و غيره من التكتلات و التنظيمات ، و في كل المحافل الدولية إسماعاً لصوت مغرب القرن الواحد و العشرين ، حزباً قوياً بقطاعاته و تنظيماته الموازية ، حزب الأخلاق تنظيرا و ممارسةً ،
فأين نحن اليوم من كل هذا ؟ و نحن نسمع و نرى و نقرأ ما لا يرضاه أبناء و بنات الاتحاد.

لذلك أوجه نداءً لكل الاتحاديات و الاتحاديين لضبط النفوس ، و تدبير الاختلاف بالعقل، و الحكمة ، و الرصانة المطلوبة ، فمهما يكن فنحن أبناء و بنات هذا الحزب ، و لا يجوز لأي كان ان ينزع حق الانتماء للاتحاد ، و لا آن يرفع صفات النضال و أخلاقه عن أي كان ، فالذي يجب ان يقوم بذلك هو المجتمع ، قبل المقتضيات القانونية المنظمة لعلاقات بعضنا البعض قلب الاتحاد، كما آنه على كل مناضل اتحادي ، ان يكون نموذجا يحتدى به تنظيميا و مجتمعيا .

فالاتحادي كان دائما صوتا للطبقات الشعبية ، و للمعوزين ، و المستضعفين، و المظلومين ، و كانت امتداداته في المجتمع تلمس عبر أنشطته ، و حضوره الدائم في الملتقيات ، و الندوات ، و التظاهرات ، و المظاهرات ، و الاحتجاجات ، و انخراطه في التنظيمات التربوية و الحقوقية و النسائية و غيرها ، كما كان مؤطرا فعليا ، و حقيقيا لطبقات المجتمع ، لذلك كانت الدولة تخاطبه مباشرة في كل القضايا المجتمعية .

ندائي هذا موجه لكل الاخوات و الإخوة- على الاتفاق و الاختلاف – من أجل ايقاف كل عمليات السب و القذف و الاتهامات ، و فتح صفحة جديدة تكون مناسبة لتقوية الصف الداخلي ، و الدخول الى المؤتمر و الخروج منه جسما واحداً موحداً، فالوطن أولاً و أخيراً ، و ليس لنا إلا ان نساهم جميعا في ذلك ، والجميع له مكانه ، و مكانته ، فالذي يضيع بواقع تشتتنا اليوم ليس الأفراد ، و لكنه الحزب / الوطن ، و الاتحاد قادر على ذلك ، شريطة ان تكون قيادته الحالية جزءا من الحل في كل ما هو مطروح من خلافات تنظيمية ، أو غيرها بين الاتحاديين ، و استطاع الجميع طي صفحة الماضي المؤلمة لنا جميعا في عدة جوانب ، و اعتمد الموضوعية و العقل في كل القرارات التي يسمح بها القانون المنظم للحزب …

و باختصار شديد فإني متابع لعمليات التحضير أدبيًا و مادياً باهتمام كبير من جهة ، كما أتابع القضايا المرفوعة لدى محاكم المملكة ضد الحزب بأسف شديد، من جهة ثانية ، و الحالة الوبائية ببلادنا و التي ستزيد تعقيدا خلال الاسابيع المقبلة باستفهام عريض عن المستقبل الغامض من جهة ثالثة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى