هي دائرة الموت بامتياز ، لكن المحامي والأستاذ الجامعي إبراهيم راشيدي يعول كثيرا على الخلايا الاتحادية النائمة في دائرة مثل دائرة آنفا ، كانت الى وقت قريب معقل الاتحاديين .
كما يعول راشيدي على فئات اجتماعية بعينها تسكن المنطقة وتحتفظ يالكثير من الاحترام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ولرموزه التاريخية ، وهي فئات تحن للزمن السياسي الرصين وتحتاج فقط لم يوقظ هذا الحنين ويترجمه الى فعل انتخابي يجابه “الحالات السياسية الطارئة” التي طرأت على دائرة النخب في العاصمة الاقتصادية للمملكة .
من بين الأحزاب التي يفترض أن تنافس المرشح الاتحادي في دائرة انفا نجد هناك مرشح حزب العدالة والتنمية.. الحزب الذي يعيش تصدعا داخليا نجح الى حد الساعة في التكتم عليه .
ففجأة ودون مقدمات انسحبت الوزيرة السابقة بسيمة الحقاوي من السباق على المقعد البرلماني بدائرة آنفا بالدارالبيضاء ،ليتم تعويضها بعبد الصمد حيكر نائب عمدة الدارالبيضاء كمرشح لحزب العدالة والتنمية .
حيكر رجل التعليم الذي تغيرت به الأحوال كثيرا ، فقد الكثير من “شعبيته” في مدينة الدارالبيضاء ككل خاصة بعد سوء التدبير الذي ميز فترة تسيير البيجيديين للعاصمة الاقتصادية .
خروج الحقاوي من السباق وتعويضها بعبد الصمد حيكر يعني أن حزب المصباح يعيش مشاكل تنظيمية في الدوائر البيضاوية الكبرى ، من مثل دائرة انفا ما يجعل المقعد البرلماني قاب قوسين أو أدنى من مرشحي المصباح .
المنافسان القويان للمحامي راشيدي في الدائرة الانتخابية هما سعيد الناصيري عن حزب الأصالة والمعاصرة ، و حسن البركاني مرشح حزب الاستقلال ، الأول يستند الى رئاسة فريق الوداد البيضاوي والشعبية الكبيرة التي يحظى بها ،والثاني يحظى بدعم القيادات التاريخية لحزب الميزان في المدينة وقد تجسد ذلك حين حاز في اليومين الماضيين رئاسة غرفة الصناعة والتجارة والخدمات بالعاصمة الاقتصادية .
المرشحان معا يملكان الكثير من متاع الدنيا ، وتوظيف هذا المتاع يبقى واردا ، لكن ذلك سيكون محفوفا بالكثير من المخاطر خاصة وأن المنافس الاتحادي رجل قانون من العيار الكبير ، ويدخل الانتخابات البرلمانية هذه المرة ووراءه تاريخ حافل وانجازات كبرى وصيت وطني ودولي يضع في أولوياته صيانة العملية الديمقراطية في البلاد ويؤهله ليمثل البيضاويين والمغاربة أحسن تمثيل .
الحزب الاشتراكي الموحد وان كان أنه يعول على مفاجأة ما يمكن أن يخلقها مرشح الحزب بدائرة انفا ، فان حظوظ عبد الله أباعقيل أستاذ العلوم السياسية كمنافس مفترض للراشيدي ضعيفة جدا وان تواجد بالمنطقة الكثير من المتعاطفين مع الحزب .