
خاص/ الريصاني
تحت إشراف البروفيسور ربيع رضوان، رئيس الائتلاف الدولي لتنمية العلوم والاقتصاد (ICDSE)، أضاءت قافلة «الخمسين جملاً» سماء منطقة مرزوكة قرب مدينة الريصاني، في مبادرة إنسانية فريدة تزامنت مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، والانتصار الدبلوماسي للمغرب في مجلس الأمن الدولي.
قافلة تضامنية وإنسانية
القافلة جاءت لتجسد روح التضامن والتنمية الحقيقية في الصحراء المغربية، حيث شملت المبادرة خدمات طبية مباشرة وتدخلات صحية ميدانية لفائدة السكان المحليين، مع التركيز على الفئات الأكثر هشاشة في المناطق النائية.
وخلال رحلتها، سارت القافلة فوق الهضاب الرملية والواحات الصحراوية، حاملة معها رسالة تضامن وتلاحم مع السكان المحليين، ومؤكدة على قدرة المبادرات الإنسانية على الوصول إلى أبعد المناطق وأكثرها وعورة.
وأوضح البروفيسور ربيع رضوان أن الهدف من القافلة لا يقتصر على الجانب الاحتفالي فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى تعزيز الوعي الوطني والانتماء للمسيرة التاريخية للوحدة الترابية، وربط التنمية الإنسانية بالهوية الوطنية والانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب.
تزامن رمزي مع الانتصار الدبلوماسي
تزامنت القافلة مع اعتماد مجلس الأمن الدولي للقرار رقم 2797، الذي أكد مقترح المغرب للحكم الذاتي تحت سيادته في الصحراء. هذا الانتصار الدبلوماسي أضفى على المبادرة بعدًا رمزيًا مزدوجًا: الاحتفاء بالإنجاز الوطني على الساحة الدولية، وتعزيز التضامن والتنمية المحلية في قلب الصحراء.
ويرى محللون أن الربط بين الحدث الميداني والانتصار الدولي يعطي رسالة قوية بأن التنمية الفعلية والانتماء الوطني لا ينفصلان عن السيادة والسياسة الخارجية. القافلة أصبحت بذلك أكثر من مجرد مبادرة إنسانية، بل احتفالًا بالوحدة الوطنية، ومؤشرًا حيًا على الاهتمام الحكومي بالتنمية الميدانية في الأقاليم الجنوبية.
بعد تنموي واجتماعي
تمثل قافلة «الخمسين جملاً» خطوة ملموسة نحو جعل الصحراء المغربية فضاءً حيويًا للتنمية المستدامة. المبادرة ركزت على تحسين حياة المواطنين عبر الخدمات الصحية المباشرة، وفي الوقت نفسه، أظهرت قدرة المجتمع المدني والفاعلين الوطنيين على المساهمة بفاعلية في التنمية المحلية.
كما حرص الائتلاف على إشراك الشباب والنساء في تنظيم المبادرة، ما يعكس نهجًا شموليًا يربط بين التنمية البشرية، التعليم، الصحة، والانتماء الوطني. وتؤكد هذه المبادرة على أن التنمية الحقيقية تتطلب مشاركة مستمرة للسكان المحليين، مع دمج المبادرات الرمزية والعملية لتعزيز الانتماء الوطني وتعميق مفهوم المواطنة الفعلية.
القافلة كنموذج للتنمية والرمزية الوطنية
بهذه المبادرة، يؤكد الائتلاف الدولي لتنمية العلوم والاقتصاد أن الصحراء المغربية ليست فقط مسرحًا للرمزية الوطنية، بل منصة حقيقية للتنمية والاندماج الاجتماعي.
إن الجمع بين الخدمات الإنسانية، الرمزية التاريخية، الانتصار الدبلوماسي، ومسار القافلة فوق الهضاب الرملية يجعل من هذه المبادرة نموذجًا يُحتذى به، ويؤكد على الدور الفاعل للمجتمع المدني في دعم السيادة الوطنية وتحقيق التنمية المستدامة في الأقاليم الجنوبية.



