مقالات الرأي

اليوم العالمي للامتناع عن التدخين: نحو مقاربة مغربية للحد من أضرار التبغ

مولاي أحمد الدريدي *

في اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، الموافق 31 مايو من كل عام، ترفع منظمة الصحة العالمية شعار “الامتناع عن التدخين” لتسليط الضوء على الأضرار الصحية والاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن هذه العادة الخطيرة.

يُعد التدخين التقليدي، بما في ذلك السجائر الشقراء والسوداء أو حتى منتجات مثل الكيف المخلوط بالتبغ، أحد أخطر مسببات الأمراض التي يمكن الوقاية منها على مستوى العالم.

التدخين مسؤول عن مجموعة كبيرة من الأمراض، من بينها أكثر من اثني عشر نوعًا من السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، سواء للمُدخنين المباشرين أو للمُدخنين السلبيين. وعلى الرغم من الجهود الدولية، يبقى التدخين السبب الرئيسي للوفاة التي يمكن تفاديها.

ومع زيادة وعي المدخنين حول العالم والرغبة المتزايدة في الإقلاع عن التدخين أو تقليل أضراره، تسعى العديد من الدول إلى تبني استراتيجيات جديدة تعتمد على البدائل الأقل ضررًا مثل السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المُسخّن.

هذه المنتجات، وإن كانت غير خالية تمامًا من المخاطر، تُعد أقل ضررًا مقارنة بالتدخين التقليدي، وتساهم في تقليل الإصابات بالأمراض المزمنة المرتبطة بالتبغ.

المغرب والبدائل الأقل ضررًا

على الرغم من الجهود المبذولة، يواجه المغرب تحديات كبيرة في إدارة ملف التدخين التقليدي ومشتقاته.

ومع تزايد الاهتمام العالمي بالبدائل الأقل ضررًا، يبدو أن الوقت قد حان لاعتماد مقاربة استباقية تُراعي خصوصية المجتمع المغربي.

تقترح هذه المقاربة وضع إطار تشريعي واضح ينظم استخدام وتسويق البدائل مثل السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المُسخّن.

كما تدعو إلى اعتماد مبدأ تقليل الضرر (Harm Reduction)، الذي أثبت نجاحه في استراتيجيات محاربة المخدرات الصلبة، ليشمل التدخين التقليدي أيضًا.

دور الأطباء والإعلام

لا يمكن إنجاح هذه الاستراتيجية دون تعزيز التكوين الطبي والإعلامي.

يحتاج الأطباء والمختصون في المغرب إلى تكوين معمّق حول بدائل التدخين ليتمكنوا من توجيه المرضى نحو حلول انتقالية أقل ضررًا.

كما يلعب الإعلام دورًا مهمًا في نشر الوعي والترويج للممارسات الصحية الجديدة.

الخلاصة

اليوم العالمي للامتناع عن التدخين هو فرصة سانحة لإطلاق نقاش وطني مسؤول حول مستقبل محاربة التدخين في المغرب.

الهدف ليس محاربة المدخنين، بل مساعدتهم على العيش بصحة أفضل من خلال سياسات تتبنى الابتكار والمرونة والتخطيط الاستباقي، على غرار تجارب ناجحة في دول متقدمة مثل المملكة المتحدة ونيوزيلندا.

* خبير في سياسات المخدرات ومحلل لسياسات الصحة وحقوق الإنسان، وعضو مجلس إدارة الائتلاف الدولي لسياسات المخدرات (IDPC). يتميز بخبرته في تطوير وتحليل السياسات المتعلقة بالمخدرات مع التركيز على الجوانب الحقوقية والصحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى