خسف أرضي بمدينة الرحمة: تحديات البنية التحتية ومعايير السلامة

التهامي غباري،
استفاقت ساكنة مدينة الرحمة صباح السبت 22 فبراير 2025، وبالتحديد في المنطقة الحضرية الرحمة أولاد أحمد، على وقع كارثة خسف أرضي. الحفرة التي تشكلت كانت بمساحة تقارب 4 أمتار طولاً و4 أمتار عرضاً، مع عمق يقدر بـ 2 متر، وقعت ضحيتها إحدى الشاحنات التابعة للشركة الجهوية المتعددة الخدمات بجهة الدار البيضاء سطات مباشرة بعد مرورها من الشارع، حيث تم إخراجها باستخدام الديباناج، تلتها شاحنة أخرى بالقرب من الحفرة الاولى، والتي استدعت استخدام رافعة لإخلائها من قنينات الغاز واخراجها.
هذا الحادث استنفر السلطات المعنية، حيث تم تطويق العديد من الطرقات المجاورة ومنع حركة السير والجولان. كما تم إخلاء عمارتين سكنيتين في المجمع السكني المعروف ببودريقة حفاظاً على سلامة الساكنة، خوفاً من أي فاجعة، خصوصاً بعد ملاحظة بعض التصدعات بالجدران. وقد أحدث هذا الوضع هلعاً في صفوف الساكنة التي ظلت تترقب تطورات الأحداث، في ظل مخاوف من تفاقم الوضع.
تشير المصادر إلى أن السبب الرئيسي وراء هذه الكارثة يعود إلى مشاكل قنوات الصرف الصحي التي تعاني منها الساكنة منذ فترة طويلة بدون حلول ناجعة، بالإضافة إلى مشاكل في الأحواض (les bassins) التي تسبب فيضانات مستمرة تغزو الشوارع والأزقة، مما يؤدي إلى روائح كريهة تؤثر على الوضع البيئي والصحي وحياة الساكنة.
وفي السياق، حل عامل عمالة إقليم النواصر بالمنطقة، مرفوقاً بلجنة مختلطة تضم مهندسين وخبراء، لدراسة الوضع واتخاذ قرارات عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإيجاد حلول مناسبة.
هذا، وتطرح هذه الكارثة تساؤلات كبرى حول معايير السلامة في التعمير، خاصة أن مدينة الرحمة تعتبر حديثة الإسكان، كما تثير القلق حول البنية التحتية، وإمكانية تسلل المياه الى جدران العمارات، كما تطرح ايضا تساؤلات عن أدوار لجان المراقبة.