الرئيسيةبالمؤنثصحة

سوطيما، الرائد الوطني في صناعة الأدوية.. بطل التصنيع المحلي

بعد حوالي 50 سنة من تأسيسها، استطاعت سوطيما أن تحتل مرتبة متقدمة في مجال الأعمال، وتصبح الرائد الوطني في الصناعة الصيدلية وأحد أهم الفاعلين في هذا القطاع في إفريقيا والشرق الأوسط 

تعتبر سوطيما، أو شركة العلاجات المغربية، من أوائل المختبرات الوطنية التي استطاعت أن تدخل غمار الصناعة المحلية للأدوية والمعدات الطبية في وقت كان فيه الاستيراد من الخارج مسيطرا على القطاع الصيدلي المغربي.

الرياض 10 دجنبر 2024 : سوطيما ممثلة برئيستها السيدة لمياء تازي، تشارك في الندوة الافتتاحية لمعرض سي بي إتش أي، أكبر تظاهرة صيدلية على مستوى العالم.

وقد تم اختيار سوطيما من طرف اللجنة المنظمة لهذا المعرض المرموق لتكون الشركة المغاربية والإفريقية الوحيدة التي تساهم في مناقشة مستقبل الصناعة الصيدلية في الشرق الأوسط خلال الندوة الافتتاحية التي عرفت مشاركة كبريات الشركات الصيدلية المتواجدة خصوصا بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وهذا مؤشر على السمعة التي تحظى بها سوطيما على المستويين الجهوي والعالمي، وأيضا دورها في تعزيز التصنيع المحلي للأدوية الأكثر تطورا وتوفيرها بأسعار منخفضة، ضمن استراتيجية تهدف إلى تعزيز السيادة الدوائية التي صارت مطلبا لكل الدول، خصوصا بعد جائحة كورونا

ليست هذه المرة الأولى التي تمثل فيها سوطيما القطاع الصيدلاني المغربي في تظاهرات عالمية مرموقة، فقد سبق وأن شاركت رئيستها، السيدة لمياء تازي، في أبريل من سنة 2024 في الاجتماع الربيعي للبنك الدولي وهو لقاء رفيع المستوى تناول موضوع الرعاية الصحية في الدول السائرة في طور النمو وعرف مشاركة نخبة من صناع القرار والخبراء من ضمنهم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية والمدير العام للبنك الدولي وكذلك وزراء مالية واقتصاد من دول مختلفة.

تم اختيار سوطيما من طرف اللجنة المنظمة لتمثل القطاع الخاص ومساهمته في إنجاح مشاريع الرعاية الصحية في الدول السائرة في طريق النمو، وقد كانت سوطيما الشركة الوحيدة على مستوى العالم التي تم اختيارها لهذا الغرض، وهو ما يبرز دورها الفعال كمختبر وطني يساهم في ورش تعميم الحماية الاجتماعية الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله وذلك من خلال التركيز على التصنيع المحلي للأدوية وتقديمها بأسعار منخفضة بدل استيرادها من الخارج بأثمان باهظة، الأمر الذي يسهم في ديمومة الصندوق

 

قصة نجاح منذ 1976

بدأت الحكاية سنة 1976 باستثمار لا يتعدى مليون درهم، استخدمه الراحل عمر تازي، مؤسس الشركة، لافتتاح المختبر الأول لسوطيما بمدينة الدار البيضاء ، كان عبارة عن مبنى من أربعة طوابق، حيث كان الطابق الأول مخصصا لصناعة منتوجين وهما معجون للأسنان ومطهر للفهم، فيما خصص الطابق الثاني للتخزين، والطابق الثالث لمراقبة الجودة والطابق الأخير للإدارة.

استطاع عمر تازي الحصول على تراخيص من مختبرات عالمية لصناعة أدويتها بالمغرب من قبيل الأنسولين، ومضادات حيوية من الجيل الأحدث وأيضا أدوية مضادة للسرطان.

افتتحت سوطيما مصنعها الكبير في بوسكورة سنة 1982 والذي يحتضن إلى اليوم مقرها الرئيسي، وباشرت بصناعة أدوية مختلفة خاصة تلك المشتقة من التكنولوجيا الحيوية.

ومع مرور السنين، ضاعفت سوطيما استثماراتها من خلال توسعة المساحة المخصصة للصناعة وافتتاح 5 وحدات صناعية حديثة، كما تعززت محفظتها من المنتجات حيث أصبح لديها أكثر من 300 علامة تجارية مختلفة تشمل المنتجات المصنعة بفضل تصاريح حصلت عليها من 40 مختبرا عالميا رائدا في البحث العلمي وأيضا باقة من الأدوية الجنيسة التي تمتلك علامتها التجارية.

بفضل نجاحها الكبير وتغطيتها لحاجيات المغرب من أدوية حيوية تبقى هي الوحيدة المصنعة لها مثل الأنسولين والهيبارين وعلاجات السرطان من المماثلات الحيوية وأدوية أخرى التي تحتفظ فيها بمكانة رائدة مثل الأمصال وقطرات العيون والمضادات الحيوية من نوع السيفالوسبورين، قررت سوطيما ولوج بورصة الدار البيضاء وهو الإجراء الذي عبر عن الشفافية التي تتمتع بها في إدارتها للأعمال، كما قامت سوطيما بافتتاح فرع بالسنغال تم تدشينه سنة 2013 من طرف جلالة الملك محمد السادس والرئيس السنغالي السابق ماكي سال. كما افتتحت سوطيما فروعا لها في المغرب ومجموعة من المكاتب العلمية والتجارية بعدد من الدول الإفريقية والعربية

تألق مميز إبان جائحة كورونا

كان لسوطيما حضور كبير ومساهمة فاعلة في تدبير جائحة كورونا التي ظهر خلالها المغرب بمظهر مشرف بفضل التدابير الحكيمة والإجراء ات الاستباقية التي اتخذها عاهل البلاد خلال هذه المرحلة.

فقد كانت سوطيما أول شركة في إفريقيا تنجز استحقاقا علميا فريدا من خلال إنجاز أول اختبارات سريرية للقاح مضاد لكورونا تقام ببلدنا كما تمكنت من صناعة ملايين الجرعات من اللقاح الذي تم تطويره من طرف شركة سينوفارم العالمية، وهي بذلك أول شركة مغربية، إفريقية وعربية تقوم بذلك.

كما قامت سوطيما بتصنيع ملايين الاختبارات للكشف عن الفيروس في إطار شراكة فريدة بين القطاعين العمومي والخاص.

لقد استطاعت سوطيما أن تترك بصمة كبيرة خلال هذه المرحلة الحرجة بالنسبة لبلدنا حيث، على الرغم من الظروف الصعبة التي خلفتها سياسات الإغلاق في مختلف دول العالم وأيضا قرارات منع تصدير الأدوية والمواد الخام، أبقت على إمدادها المستمر للسوق الوطنية بمختلف أنواع الأدوية والتجهيزات الطبية، مساهمة بذلك في حفظ الصحة العامة للمواطنين

 

شركة مواطنة

على الرغم من توسعها الكبير، تركز سوطيما مجهوداتها بشكل أساسي من أجل الحفاظ على سمتها كشركة مواطنة وذلك من خلال استثمارها في الرأسمال البشري وأيضا مبادراتها في تعزيز مسؤوليتها الاجتماعية، سواء تعلق الأمر بجهودها في خفض الانبعاثات الملوثة للبيئة أو سياساتها التي تهدف إلى تعزيز الشفافية في إدارة الأعمال أو مبادراتها المتعلقة بتشجيع المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة من دور فاعل داخل الشركة.

مراقبون كثر يرون أن لرئيسة الشركة، السيدة لمياء تازي دور كبير في تعزيز المسؤولية الاجتماعية لسوطيما، أولا بحكم أنها أول امرأة أعمال مغربية تترأس مجلس إدارة شركة مدرجة ببورصة الدار البيضاء.

لقد برز اسم السيدة تازي كوجه بارز من الجيل الجديد من رواد الأعمال الذين استطاعوا أن يصلوا إلى العالمية، فقد تم تصنيفها من طرف مجلة فوربس العالمية ضمن أقوى الشخصيات في مجال الرعاية الصحية وأيضا ضمن أقوى نساء الأعمال في إفريقيا والشرق الأوسط

“إنه لشرف كبير لي أن تتم دعوتي للحديث ضمن ندوة نساء إفريقيا الملهمات. وجوابا على سؤالكم، الشخص الذي يلهمني ليس امرأة، بل رجل وهو والدي الراحل الذي تعلمت منه كل شيء.”

هكذا عبرت رئيسة سوطيما عن التزامها بخط والدها المؤسس في افتتاح الجمعية العمومية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي التي أقيمت ببلدنا سنة 2023 بعد خمسين سنة من الغياب عن إفريقيا، وهي التي اختيرت ضمن 3 نساء أعمال إفريقيات الأكثر إلهاما في القارة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى