البلدالرئيسيةالسياسة

إدريس جطو ..السقوط المدوي !

فجأة ودون مقدمات سقط إدريس جطو ، كان أمر الاستغناء عليه أو إعفاءه من رئاسة المجلس الأعلى للحسابات مفاجئا وربما صادما خاصة لدى بعض أصدقاءه المقربين الذين طالما اعتقدوا أن الرجل بمعزل عن كل الهزات .

لم يتبادل السلط مع خليفته زينب العدوي ولم يتوصل بأي رسالة شكر كما جرت العادة .. دخل “كبيرا” وخرج “صغيرا” كما يقال….فما الذي يوجد في التفاصيل التي أدت إلى سقوط رجل الأعمال الدكالي الذي حاز ثقة الملك محمد السادس حد أن قلده منصب الوزير الأول في حكومة 2002 -2007 ، وقبل ذلك رئاسة المكتب الشريف للفوسفاط في العام 2001 .

رجل الثقة الذي أدخلته أحذية “اوديربي” إلى البلاط الملكي و صال وجال وعين وزيرا تكنوقراطيا في أكثر من حكومة في عهد الراحل الحسن الثاني  ، يخرج اليوم بخفي حنين يجتر خلفه الكثير من علامات الاستفهام والأسئلة ، ووتعاظم الاسئلة بين من يربط خروجه بتقاعس في الأداء أو في اقترابه من ملفات معينة أو في وجود أخطاء رصدتها تقارير سرية جعلت الرجل يسقط السقوط الأخير، وبين من يرى أن الرجل سيلعب أدوارا أخرى أكبر في القادم من الأيام ، خاصة وأنه لا يزال يضع رجليه في المواقع الرئيسية والأساسية  من مثل لجنة النموذج التنموي التي يعد جطو “حكيمها” ومرجعها الكبير .

شكل ادريس جطو دوما الوجه البشع للسياسي التكنوقراطي الذي تصدر الحياة السياسية وساهم في أن يتحول الفاعل الحزبي في المغرب الى مجرد إكسسوار

لجنة النموذج التنموي التي ليست هي أحسن حالا من مؤسسات أخرى ، فناهيك عن هفوة رئيسها شكيب بنموسى حين قدم “تقريره” للسفيرة الفرنسية ، وتأخر نتائج اللجنة التي أصبحت تشتغل خارج الآجال المنصوص عليها ، يوجد هناك ما يمكن أن يعطي الانطباع أن التخلي عن إدريس جطو هو تخلي ضمني عن شكيب بنموسى .

السياسيون وزعماء الأحزاب السياسية  لا “يحبون” “ادريس جطو”  رغم أنهم “ينافقون” هذا الدكالي الذي حافظ دوما على ابتسامته التائهة التي تتضمن سخرية العارف بما يحدث وسيحدث سياسيا ؟

وطالما ردد الكثير من الساسة المغاربة بعض القضايا الغير الواضحة المعالم “كملف أراضي محمد ساجد التي ذكر فيها اسم إدريس جطو”  وملفات أخرى تقترب من الملاذات الضريبية ..وهي ملفات تفتقر للأدلة والحقائق .

لادرس جطو الكثير من الأعداء الذين يختبئون في جبة الأصدقاء ، ومصدر هذا الحقد أن الرجل شكل دوما الوجه البشع للسياسي التكنوقراطي الذي تصدر الحياة السياسية وساهم في أن يتحول الفاعل الحزبي في المغرب الى مجرد إكسسوار يؤثث المشهد السياسي في المغرب .

فهل يريد القصر أن ينتهي من أسطورة “التكنوقراط” ؟

سؤال يجد مشروعيته من هذه الرغبة الملكية الواضحة التي تمشي في الخط التصاعدي لمشاركة الحكم مع أحزاب سياسية فاعلة وقوية وبأجندة واضحة تحظى بثقة الناخب وتؤمن بقدرتها على المساهمة في التنمية  .

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى