أعطت الحكومة الامنية الاسرائيلية موافقتها لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة مع حماس مما يمهد الطريق لهدنة تبدأ الأحد وإطلاق سراح أول الرهائن في اليوم نفسه.
وعلى الرغم من إعلان قطر والولايات المتحدة عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار الأربعاء، واصل الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية على قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 110 أشخاص بينهم ستون امرأة وطفل، وفق وزارة الصحة والدفاع المدني في القطاع.
وبعد الحصول على الضوء الأخضر من الحكومة الأمنية، سيجتمع مجلس الوزراء خلال النهار لإعطاء موافقته النهائية شبه المؤكدة على الرغم من معارضة وزراء اليمين المتطرف.
وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان “بعد مراجعة كافة الجوانب السياسية والأمنية والإنسانية، وإدراك أن الاتفاق المقترح يدعم تحقيق أهداف الحرب، أوصت (الحكومة الأمنية) مجلس الوزراء بالموافقة على الإطار المقترح”.
ينص الاتفاق في مرحلة أولى تمتد على ستة أسابيع، على الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة في مقابل مئات المعتقلين الفلسطينيين في إسرائيل.
وسيتم التفاوض على إنهاء الحرب بشكل تام، خلال هذه المرحلة الأولى.
وقال مكتب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو إن اجتماع مجلس الوزراء الأمني اجتمع الجمعة في أعقاب الحصول على ضمانات بإطلاق سراح الرهائن.
وأعلنت الحكومة أن عمليات الإفراج الأولى ستتم الأحد، في حين تم إبلاغ عائلات الرهائن وتجري الاستعدادات لاستقبالهم.
وأفاد مصدران مقربان من حماس أنه سيتم في البدء الإفراج عن ثلاث مجندات إسرائيليات.
في المقابل، وافقت إسرائيل على “الإفراج عن عدد من السجناء المهمين” بحسب أحد هذه المصادر.
ولم يتم التأكد بعد من هذه التفاصيل من مصدر إسرائيلي.
وكشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة أن الرهينتين الفرنسيين عوفر كالديرون وأوهاد ياهالومي هما ضمن 33 رهينة سيتم الإفراج عنهم في المرحلة الأولى.
قالت إيفات كالدرون، ابنة عم عوفر الأربعاء “إنها تشعر بالفرح الممزوج بالتوتر” قبل التحقق من أن ذلك سيحدث فعلا.
– “سأقبل الأرض” –
حتى قبل تنفيذ الهدنة، بدأ الفلسطينيون الذين شردتهم الحرب يستعدون للعودة إلى منازلهم. وقال نصر الغرابلي الذي فر من منزله في مدينة غزة في الشمال إلى الجنوب بحثا عن مأوى “أنتظر حلول صباح الأحد، عندما يعلنون وقف إطلاق النار”.
وأضاف “سأقبل أرضي، وأنا نادم لأنني تركتها. كان الأجدر بي أن أموت في أرضي من النزوح إلى هنا”.
اندلعت الحرب التي حولت القطاع إلى كتل هائلة من الركام جراء حجم التدمير الذي قالت الأمم المتحدة إنه “لم يسبق له مثيل في التاريخ الحديث”، في 7 أكتوبر 2023، إثر هجوم حماس على إسرائيل.
تسبب الهجوم بمقتل 1210 أشخاص، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية. وخ طف خلاله 251 شخصا ما زال 94 منهم محتجزين في قطاع غزة، فيما أعلن الجيش مقتل أو وفاة 34 منهم.
وقتل أكثر من 46876 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين ومن النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
– ثلاث مراحل –
الاتفاق الذي أشاع شعورا بالفرح بين سكان غزة الذين يعانون من ظروف شديدة القسوة أوصلتهم إلى حافة الجوع، أبرم بعد تسريع المفاوضات التي ظلت متعثرة لأكثر من سنة، مع اقتراب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الاثنين. وأكد الأخير أن الاتفاق ما كان ليحصل لولا الضغوط التي مارسها.
وقال “غيرنا مسار الأمور وقد غيرناه بسرعة وبوضوح وينبغي أن يحصل ذلك قبل أن أقسم اليمين”.
ينص الاتفاق في مرحلته الأولى على “وقف إطلاق نار شامل” والإفراج عن 33 رهينة، بينهم نساء وأطفال ومسنون، وانسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في قطاع غزة وزيادة في المساعدات الإنسانية الداخلة إلى القطاع، وفق ما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن.
وقال بايدن إن إسرائيل من جانبها “ستفرج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين”.
ويفترض أن تسمح المرحلة الثانية بالإفراج عن بقية الرهائن، على ما أوضح. أما المرحلة الثالثة والأخيرة فست كرس لإعادة بناء غزة وإعادة رفات الرهائن الذين قضوا خلال احتجازهم.
وخلال المرحلة الأولى سيتم التفاوض على ترتيبات المرحلة الثانية لوضع “حد نهائي للحرب”، على ما قال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
دمرت الحرب قطاع غزة الخاضع لحصار إسرائيلي منذ العام 2007 ويعاني أساسا من الفقر والبطالة، واضطر غالبية سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة إلى النزوح مرارا وتكرارا، ما أدى إلى كارثة إنسانية هائلة.
ولا يتطرق اتفاق وقف إطلاق النار إلى المستقبل السياسي لقطاع غزة حيث سيطرت حركة حماس على السلطة في العام 2007.
وبعد 15 شهرا من القصف المتواصل، يبدو أن حركة حماس منيت بضربة قاسية لكنها ما زالت بعيدة عن أن تكون انتهت، خلافا لما توعد به بنيامين نتانياهو، وفق ما أكده خبراء.