كيف يموت 17 مواطن فوق آسرة مستشفى عمومي في يوم واحد ؟
في بلاد تحترم نفسها تعتبر هذه الواقعة كارثة قومية تستوجب الإطاحة بالرأس الأولى على قطاع الصحة ، وتستوجب استنفارا حكوميا يخرج فيها الناطق الرسمي باسمها ليشرح للمواطنين حيثيات هذه المصيبة .
البلد.ma
قد نتقبل على مضض أن يتوفى الله مواطنين مسنين بفعل الحرارة في الشارع العام دون تقديم المساعدة ، ولكننا نقف مصدومين أمام هول وفاة مواطنين بالجملة داخل مستشفى عمومي في يوم واحد يتوفر على طاقم طبي وأجهزة ومعدات صرفت من أجلها الملايين من الدراهم ، وفوق ذلك يتبجح المسؤولين ليلا نهارا بتوفير الخدمة الصحية للمواطنين .
في بلاد تحترم نفسها تعتبر هذه الواقعة كارثة قومية تستوجب الإطاحة بالرأس الأولى على قطاع الصحة ، وتستوجب استنفارا حكوميا يخرج فيها الناطق الرسمي باسمها ليشرح للمواطنين حيثيات هذه المصيبة .
لا أتصور كيف لوزير الصحة أن ينام قرير العين ويخرج غدا ليفسر ما لايفسر ويبرر سياسة القتل التي ترتكب في مستشفياتنا العمومية في وقت ينتظر أن يكون قطاع الصحة الوجه المضيء في المملكة في حضرة مشاريع ملكية غير مسبوقة تريد رفع السقف وتعميم التغطية الصحية على شريحة واسعة من المواطنين .
خبراء الصحة أنفسهم يستغربون هذه الزلة الصحية ؟ ويتساءلون عن حقيقة الأمر ، ،،هل الأمر إهمال أم إخفاق أم تساهل أم عجز أم ماذا ؟
في كل الحالات هذه كارثة بما تحمل الكلمة من معنى ، وهو أمر جلل يفقد فيه المغاربة الثقة في مستشفياتنا وأطرها الطبية والتقنية ، ويجعلنا نعيد النظر في كل السياسات الصحية في بلد يمشي نحو خوصصة القطاع ، وتقدم فيه الاطر الطبية مصالحها ومطالبها الضيقة على حساب صحة المواطنين .
نريد فتح تحقيق نزيه في وفاة العشرات من المواطنين ، ونريد أن تتحمل الحكومة بكامل مكوناتها مسؤوليتها فيما حدث وسيحدث اليوم أو غدا ، وأن تصحح أخطاءها القاتلة التي لا تغتفر وأن تكون قادرة على الاعتراف بذنبها وذنوبها التي ترتكب دون محاسبة .