الدوليالرئيسية

نصرالله يدعو الى وقف هجوم إسرائيل على غزة لتجنب حرب إقليمية

حذر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة من اندلاع حرب إقليمية واسعة ما لم يتوقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، محملا الولايات المتحدة المسؤولية عن استمراره.

وحظي خطاب نصرالله، وهو الأول له منذ شن حركة حماس هجومها غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، بمتابعة في لبنان والدول المعنية بالحرب. وأكد نصرالله جهوزيته لتوسيع مشاركته في الحرب التي دخلها غداة اندلاعها في السابع من أكتوبر مساندة للفصائل الفلسطينية، معتبرا أن “كل الخيارات مفتوحة”، ومؤكدا أن الهدف هو “انتصار حماس وانتصار الشعب الفلسطيني”.

وعلى وقع هتافات مناصريه المؤيدة “لبيك نصرالله، قال الأمين العام لحزب الله الذي لم يظهر في العلن منذ سنوات، عبر شاشة عملاقة نصبت أمان الآلاف من المشاركين في احتفال أقيم تكريما ل”شهداء حزب الله”، إن الولايات المتحدة “هي المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة وعلى شعبها”، مضيفا “من يريد منع قيام حرب إقليمية… يجب أن يسارع إلى وقف العدوان على غزة”.

واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية شنته حماس وتسب ب بمقتل 1400 شخص، معظمهم مدنيون، وفق السلطات الإسرائيلية.

ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بقصف مدم ر على قطاع غزة يترافق مع عمليات برية واسعة على الأرض داخل القطاع. وتسبب القصف، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس بمقتل 9227 شخصا ، بينهم أكثر من 3800 طفل.

في الضاحية الجنوبية لبيروت، كما في النبطية والبقاع وبغداد وطهران، تجم ع مناصرو حزب الله ومجموعات متحالفة معه في إطار “محور المقاومة” الذي تقوده إيران لمتابعة خطاب نصرالله، فيما كان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو يحذ ر الحزب من أن ثمن أي “خطأ” عند الحدود سيكون “باهظا “.

وغداة شن حماس هجومها، بدأ حزب الله قصف مواقع إسرائيلية من جنوب لبنان، قبل أن تشارك فصائل فلسطينية بينها حماس في إطلاق صواريخ وفي عمليات تسلل من لبنان في اتجاه إسرائيل. وترد اسرائيل بقصف على طول الشريط الحدودي يستهدف، وفق الجيش الإسرائيلي، تحركات وبنى تحتية لحزب الله.

وأسفر التصعيد عن مقتل 72 شخصا في لبنان، بينهم 54 مقاتلا من الحزب، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس. وأحصى الجيش الإسرائيلي مقتل ستة عسكريين على الأقل ومدني.

وحذرت قوى غربية وإسرائيل حزب الله مرارا خلال الأسابيع الماضية من مغبة فتح جبهة جديدة من جنوب لبنان. وقال نصرالله الجمعة إنه تلقى تهديدات من تعرض حزبه لقصف أميركي في حال فتح جبهة مع إسرائيل.

وأعلن أن حزبه دخل بالفعل الحرب غداة هجوم حماس على اسرائيل، واصفا ما يجري عند الحدود الجنوبية بأنه “مهم جدا ولن يتم الاكتفاء به”.

وأضاف “القلق من إمكانية أن تذهب هذه الجبهة إلى تصعيد إضافي أو حرب كاملة أو تتدحرج هذه الجبهة إلى حرب واسعة، هذا احتمال واقعي ويمكن أن يحصل وعلى العدو أن يحسب له كل حساب”.

وترى مديرة مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط مهى يحيى أن مواقف نصرالله تظهر أنه وإيران “ليسا مهتمين بالدخول في حرب”. وفي حال “كان لا بد لهما من فعل ذلك (..) فالنزاع لن يكون محليا بل سيتحو ل بسرعة إلى نزاع إقليمي أو دولي، وهو ما يود حزب الله وإيران تفاديه”.

وتعتبر أن خطاب نصرالله كان “بمثابة الحل الوسطي الأفضل” الذي يمكن تقديمه، بينما يجد نفسه مع حلفائه في “وضع صعب، سواء تدخلوا أو لم يتدخلوا”.

وجاءت مواقف نصرالله في وقت ينتقد كثر في الشارع، وفي الوسط السياسي، وعبر منصات التواصل الاجتماعي والإعلام، أداء حزب الله وعجز الدولة الغارقة في شلل تام، وسط شغور في رئاسة الجمهورية منذ سنة.

ويعبرون عن مخاوف من جر لبنان إلى حرب قرارها محصور في يد حزب الله، القوة السياسية النافذة والقوة العسكرية الوحيدة غير النظامية.

بموازاة ذلك، عمل حزب الله على تطوير ترسانة السلاح الضخمة التي يملكها وتتضم ن صواريخ دقيقة هد د مرارا أن بإمكانها أن تطال عمق إسرائيل.

وعلى وقع التصعيد في غزة، شاركت مجموعات عدة أبرزها حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتان إلى جانب حزب الله في إطلاق صواريخ من جنوب لبنان دعما لغزة. وتنضوي الأطراف الثلاثة مع فيلق “القدس” الإيراني في غرفة عمليات مشتركة تنس ق عبرها تحركاتها.

وكان الآلاف من مناصري حزب الله تجم عوا منذ الظهر في مواقع الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله تكريما لمقاتليه الذين قضوا بنيران اسرائيلية في جنوب لبنان منذ بدء التصعيد. ورفعوا رايات الحزب الصفراء، إلى جانب أعلام لبنان وإيران وفلسطين. في إيران التي تمد حزب الله بالمال والسلاح والعتاد، تجم ع عشرات الإيرانيين رافعين أعلام فلسطين وحزب الله في ساحة الإمام الحسين في وسط طهران حيث تابعوا الخطاب عبر شاشة عملاقة.

في ساحة التحرير في وسط بغداد، تجمع المئات من مناصري فصائل موالية لإيران للاستماع إلى كلمة نصرالله أمام شاشة ضخمة. ورفع بعضهم الأعلام الفلسطينية والعراقية، فيما حمل آخرون أعلام فصائل عراقية في الحشد الشعبي.

وقال الأستاذ الجامعي علاء هاشم (47 عاما ) بعد انتهاء الخطاب لفرانس برس “نصرالله تكل م عن محور المقاومة في كل الجبهات”.

ورأى أن كلمته وجهت “رسالة واضحة وجلية للصديق والعدو، بأن المقاومة حاضرة على الميادين في كل الجبهات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى