بعد مرور عام تقريبا على المصادقة النهائية على القانون رقم 13-21 المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي في المغرب، خص رئيس الجمعية المغربية الاستشارية لاستعمالات القنب الهندي (AMCUC) رضوان ربيع، وكالة المغرب العربي للأنباء بحوار يشرح فيه مختلف جوانب استخدام القنب الهندي لأغراض علاجية، وفوائده الطبية، ومزاياه الاقتصادية، والنهج الذي يتعين اتباعه للاستفادة الكاملة من إمكانات المغرب في هذا المجال.
1- ما أهمية استخدام القنب الهندي للأغراض العلاجية وفوائده في المجال الطبي؟
/// فوائد استخدام القنب الهندي للأغراض العلاجية مثبتة علميا .. وبناء عليه أظهرت مجموعة من الدراسات التي أنجزت في العديد من البلدان أنه يمكن استخدام القنب الهندي لعلاج بعض الأمراض بشكل فعال دون آثار جانبية.
أذكر على سبيل المثال لا الحصر مرض” باركنسون / Parkinson “، وهو اضطراب يصيب الجهاز العصبي ويؤثر على الحركة، ثم ” الصرع / ‘épilepsie “( اضطراب في الجهاز العصبي المركزي يتسبب في أن يصبح نشاط الدماغ غير طبيعي فيؤدي إلى نوبات صرع أو فترات من السلوكيات والأحاسيس غير العادية، وأحيانا فقدان الوعي).
وينضاف لذلك مرضى السرطان الذين يعانون من آلام لا يمكن علاجها بالمورفين، وإذا زادت الجرعة من هذا الدواء تكون لها آثار جانبية.
هناك دراسات موثقة جيدا تظهر ذلك .. وهكذا يتبين من دراسة أجريت في ألمانيا على 5000 شخص مسن في دار لرعاية المسنين، أنه بفضل نبتة القنب الهندي العلاجي، أمكن الاستغناء عن 50 ٪ من أدوية باركنسون، والتخلص من 60 ٪ بالنسبة للألم ، و27 ٪ من الأرق بدون تأثيرات جانبية.
ومن هنا تحديدا تأتي أهمية هذه النبتة بشأن علاج بعض الأمراض من دون آثار جانبية.
هناك آفاق واعدة لاستخدام هذه النبتة علاجيا في المغرب، مع العلم أن الأطباء يهتمون دائما بوصف الأدوية لمرضاهم بأقل آثار جانبية، بل يفضلون الأدوية الأقل ضررا.
2- ما هي الفوائد الاقتصادية التي يمكن أن يولدها استخدام هذه النبتة للأغراض العلاجية في المغرب؟
/// يمكن أن يكون استخدام القنب الهندي لأغراض علاجية نعمة بالنسبة للمغرب من خلال جلب دخل هام وفوائد اقتصادية كبيرة.
وبالتالي يمكن أن تكون لاستخدام هذه النبتة في المجال الطبي آثار إيجابية على مستوى صناعة الأدوية، ولكن أيضا بالنسبة للفلاحين الذين سيوفرون المواد الأولية وجميع أولئك الذين يشكلون حلقة ضمن سلسلة القيمة (الزراعة، النقل، التلفيف … ).
يتعلق الأمر أيضا بخلق فرص للشغل والثروة، وكذا الدفع بعجلة العديد من القطاعات الموازية القادرة على تعزيز نمو الاقتصاد المغربي، وخلق دينامية كاملة حول هذه السلسلة من الإنتاج.
بالإضافة إلى ذلك يشهد السوق العالمي للقنب الهندي في شقه المتعلق بالطب نموا قويا، ويتوقع أن يصل وفقا للتقديرات إلى مليارات من الدولارات عام 2028. وبناء عليه يمكن للمغرب بالنظر لمؤهلاته العديدة وموقعه الجغرافي وقربه من أوروبا، أن يصبح بلدا مهما للتصدير، مما سيشكل مكسبا اقتصاديا هاما بالنسبة للمغرب.
3- ما هي الجهود التي يتعين بذلها لاستغلال الإمكانات التنموية لهذه النبتة في شقها العلاجي في المغرب ، واغتنام الفرص التي يوفرها هذا القطاع؟
/// بعد الجانب التشريعي، حان الوقت للانتقال إلى الجانب العملي .. يتعلق الأمر ببلورة “نهج” يجب اتباعه في السياق الطبي، سواء من قبل صناعة الأدوية أو وزارة الصحة وكذا الأطباء والممرضين والعيادات الطبية.
كل هذه المنظومة الكاملة حول نبتة القنب الهندي العلاجي يجب أن تتحدث نفس اللغة، وأن تعتمد نفس التشريعات. وبالتالي سنعمل في إطار من الوضوح وسنكون قادرين على جني الكثير من الفوائد.
في هذا السياق، ستنظم الجمعية المغربية الاستشارية لاستعمالات القنب الهندي لقاء في 26 يونيو الجاري بجامعة محمد السادس لعلوم الصحة حول القنب الهندي الطبي.
وستتمخض عن هذا اللقاء توصيات، وميثاق يمكننا اعتماده لتسهيل استخدام القنب الهندي العلاجي بطريقة واضحة ودقيقة وآمنة.
ومن أجل النجاح في برنامج استخدام القنب الهندي لأغراض علاجية، قمنا أيضا بتنظيم دورة بمعية جامعة محمد السادس لعلوم الصحة تتعلق بتكوين الأطباء من أجل مواكبة عملية استخدام القنب الهندي الطبي في المغرب.
وقبل الشروع في الإنتاج، والبدء في بلورة برنامج تكون له أثار إيجابية على جميع المستويات، من الضروري أولا تهيئة الأرضية وتحسين المعرفة حول القنب الهندي الطبي وتمظهراته المختلفة.