الناشط السعودي رائف بدوي حر بعد عشر سنوات في السجن

المدون السعودي رائف بدوي الذي اعلنت زوجته الجمعة أنه تم الافراج عنه مدافع عن حرية التعبير وحقوق الانسان في بلاده وحائز جوائز دولية مرموقة، قضى حكما بالسجن عشر سنوات وتعرضه لألف جلدة.
وكان بدوي المؤسس المشارك للشبكة الليبرالية السعودية اعتقل العام 2012 بتهمة “الاساءة للإسلام”، وقد أثار الجلد العلني للمدون الشاب (38 عاما) في مدينة جدة احتجاجات دولية.
طالب بدوي في موقعه الالكتروني بوضع حد لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو “المطوعون” الاسم المتعارف عليه لافراد الشرطة الدينية منذ عقود سلطات واسعة للتأكد من تطبيق قواعد الحجاب او الفصل بين الجنسين، وتم تقليص صلاحيات هذه الهيئة مع صعود نفوذ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في بداية العام 2016.
حاز بدوي جائزة منظمة “مراسلون بلا حدود” لحرية التعبير عام 2014، كما تسلمت عنه زوجته المقيمة في كندا، في كانون الاول/ديسمبر 2015، جائزة ساخاروف لحرية التعبير التي يمنحها البرلمان الاوروبي.
ووصفت الأمم المتحدة محكوميته منذ عدة سنوات بأنها “قاسية وغير إنسانية”.
ولا يعني إطلاق سراح بدوي نهاية لمأساته إذ سيواجه أيضا منعا من مغادرة السعودية لعشر سنوات بعد انتهاء حكم السجن في فبراير2022.
وهو إجراء تتبعه السعودية راهنا مع العديد من النشطاء الذين افرجت عنهم أخيرا.
وبدوي متزوج وأب لثلاثة أطفال، وقالت زوجته إنصاف حيدر في 2018 أنها وأطفالها لم يروا بدوي منذ نحو 8 أعوام. وتحمل عائلته الآن الجنسية الكندية.
وبدأت حيدر أخيرا على حسابها على تويتر عدا تنازليا لموعد إطلاق سراح زوجها.
وروت حيدر خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس من مكان إقامتها خارج مونتريال في 2018 صعوبة التواصل مع زوجها السجين.
وقالت “يتصل بنا مرة أو مرتين في الأسبوع. ويغيب في بعض الأحيان”.
وبحسب حيدر فأن كل هذا “يعتمد على حالته النفسية. الآن حالته النفسية سيئة وهذا أمر طبيعي كون أولاده يكبرون دونه وبعيدا عنه وهو بعيد عنهم”.
وكانت حكومة مقاطعة كيبك الكندية فتحت ملف هجرة لبدوي. ووافق البرلمان الكندي في بداية 2021 بالإجماع على منح بدوي جنسية هذا البلد.
وكان بدوي في صلب أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين السعودية وكندا بعد تغريدة للسفارة الكندية في سبتمبر 2018 طلبت فيها “الإفراج الفوري” عن ناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان موقوفين في المملكة.
ورد ت الرياض بطرد السفير الكندي واتخذت سلسلة تدابير ضد كندا بينها تعليق العلاقات التجارية وسحب طلابها في الجامعات الكندية.
ورفضت كندا التراجع، مؤكدة أنها ستدافع دائما عن حقوق الإنسان حول العالم.
ومنذ العام الفائت، أطلقت السعودية سراح عدد من الناشطين والحقوقيات تحت ضغط من الغرب، على رأسهم لجين الهذلول في /فبراير 2021 ومن بعدها سمر بدوي، شقيقة رائف، ونسيمة السادة في يونيو 2021.
وتمنع السعودية العديد من النشطاء المفرج عنهم وعائلاتهم من مغادرة المملكة، في ما يعتبر عقابا جماعيا يجعلهم عرضة لما تسميه منظمات حقوقية تعسفا من الدولة.
تركت حيدر السعودية مع أولادها نجوى وطراد ومريم قبل سنوات من اعتقال بدوي بناء على رغبته إذ كان متخوفا من اعتقاله.
وتلقت هي وأولادها تهديدات بالقتل. وتعرضت أيضا لهجمات إلكترونية ضدها من مجهولين.
واعتقلت شقيقة رائف سمر ومحاميه وليد أبو الخير أيضا بتهم تتعلق بحرية التعبير.
وكانت محكمة في مدينة جدة السعودية أصدرت حكما بسجن بدوي سبع سنوات و 600 جلدة في محاكمة اولى العام 2013، لكن محكمة الاستنئاف أمرت بسجنه عشر سنوات والف جلدة.
ويروي شهود عيان حضروا جلسة الجلد الاولى أن رائف لم يصرخ ولم يبك.
وفي اول رسالة له من السجن نشرتها مجلة دير شبيغل الالمانية يتذكر بدوي كيف كان محاطا بحشد كان يصيح “الله أكبر” خلال عملية الجلد.
وقال “كل هذه المعاناة حدثت لي فقط لانني عبرت عن رأيي”.
وتتمسك إنصاف حيدر وأولادها بأمل اللقاء يوما ما.
وتؤكد لفرانس برس “إذا فقدت الأمل في يوم من الأيام، فأنه من غير الممكن أن استمر في الحياة او الاهتمام بأطفالي. الأمل هو ما يحفزني على العيش وعلى الاستمرار ويجعل أطفالي يستمرون بالحياة”.
وأضافت “نؤمن بأن رائف سيدخل من الباب في أي لحظة. ونحلم بالحفلة التي سنقوم بتنظيمها له وأنا أحلم بشهر العسل الذي سنقوم به أنا وهو”.
تختتم قولها “لولا هذه الأحلام ولولا هذا الأمل فأن الحياة لن تستمر”.
لكن عمليا قد لا يتحقق هذا قبل عشر سنوات أخرى.