معنى “سْلِيكَة بنتْ عْليكَة”

تُستعمَل عبارةُ “سْلِيكَة بنتْ عْليكَة” في وصف الفعل أو الصنيع غير الـمتقَن، وما كان تزويقاً وترميقا لا غير. يقال: “هادْ الْخَدْمَة عندكْ غيرْ سْليكَة بنتْ عْليكة”، أي عملك هذا ليس متقَناً. ويقال “دارْ لِيها سْلِيكَة بنتْ عْليكَة”، أي لم يتقن الأمر، أنجزَه بغير حذق.
في إطار المعنى ذاته، يقال عن البضاعة ذات الدرجة الدنيا إنها “سُلوكْ”، أي ليست متقَنة، منخفضة الجودة.
و”السّْلاكَة” و”السّْلاكْ”: القبول بأدنى الأمور. يقال “باغِي غيرْ السّْلاكَة أو السّْلاكْ”، أي لا يطلب ربحاً، لا يريد جَنْيَ مَغنَم أو تحقيق شيء.
ومنه الفعلُ “سَلَّكْ”: مسايرة الأمور صبراً وتساهُلاً، وغضّ الطَّرفِ. والمصدر هو “التَّسْلاكْ”، واسم الفاعل “مْسَلَّكْ”.
تتفق هذه الألفاظ جميعُها في إفادة الأمر الأدنى أو التجاوز عنه.
تتكوَّن عبارةُ “سْلِيكَة بنتْ “عْليكَة” من “سْليكَة” وأمِّها “عْليكَة”. تجمع بين الكلمتين علاقةُ قرابة (وتردان كأنهما اسمان علَمان لبنتٍ وأمِّها). هذه العلاقة القرابية تعمل على تكثيف المعنى وتجذير أصله.
“سْلِيكة” صيغة لما نسميه “السُّلوكْ”، ما ليس متقَناً. ويُفترَض أن “سْليكَة” ليس سوى بنت “عْليكة”، بنتُها في المعنى. “سْلِيكَة” ترثُ خصائصها من أمِّها “عْلِيكَة”..
من “عْليكة” هاته؟ ما “عْليكة”؟
تبدو العبارة إتباعا: “عْليكَة” إتباعٌ صوتي وصرفي لكلمة “سْليكة”. وقد تكون “عْليكة” خالية من المعنى، ووظيفتها تنحصر في التكرار الصوتي والصرفي للكلمة ذات المعنى، أي “سْليكَة”.
لكن “عْليكة” قد يكون لها معنى من نفس الجنس، يضاف إلى معنى “سْلِيكَة”.
فهل “عْليكة”، تصغير “عَلْكَة” (العِلك)، لإفادة ما يتصل بها كنائيا، أي اللَّوْك؟ أم هي من تعقد الأمور وصعوبتها؟
كتبها أستاذ اللسانيات عبد المجيد جحفة
ماخوذة من صفحته على الفايسبوك