البلدالرئيسيةالسياسة

أين غاب العراب أندري أزولاي ؟

خاص “البلد24”

ثمة سؤال يتم طرحه هذه الأيام وان كان باحتشام حول غياب المستشار الملكي اندري ازولاي ،  وفي فترة كان يفترض أن يكون فيها الرجل موجودا ومتواجدا بحيويته المعهودة وببساطته وببسمته السوريالية …

  هي فعلا محطة مهمة من تاريخ اليهود في المغرب والمتمثلة في هذا التقارب المغربي الإسرائيلي الكبير الذي سيغير حال وأحوال الملايين من اليهود المغاربة .

فكيف يغيب إذن ازولاي عن حدث كبير مثل الذي حدث ؟

وهل غاب أم تم تغييبه ؟

سؤال يجد له  البعض الجواب سريعا ،   فالرجل لا يعرفه الكثير في إسرائيل ، وتبدو الدوائر السياسية في اسرائيل غير مهتمه له ولا يتم ذكره في الاعلام الاسرائيلي ، ، والمبادرة المصيرية والاستراتيجية مثل الشراكة المغربية الإسرائيلية وتطبيع العلاقات التجارية وفتح خط جوي بين البلدين وفتح مكاتب اتصال في تل أبيب والرباط …هي أمور أكبر من أزولاي و تشكل سياسة دولة وبالتالي الملك وحده من يملك القرار في ذلك ، وبصفاته المتعددة كرئيس الدولة وكأمير المؤمنين  ، الملك وحده صاحب المبادرة وصانعها وراعيها أيضا ، وكل ظهور لرجل مثل أندري أزولاي اليهودي المغربي قد يخلط الأوراق . 

بعض العارفين الذين تحدثنا إليهم في “البلد24” يذهبون إلى أن اندري ازولاي لم يكن له أي دور في التطبيع الأخير مع إسرائيل وأن الرجل حصر نفسه فقط في الاهتمام بما هو ثقافي وموسيقي وبما هو مرتبط بالتراث اليهودي المغربي المشترك ، وأن كل دور سياسي هو بعيد عن الإطار الذي رسم له أو حدد له للاشتغال.. بما يعني أن رقعة تحركه محددة سابقا ، وذلك ما يفسر أيضا  غيابه حتى عن إمكانية التعليق على الحدث لأصدقائه في الإعلام الفرانكفوني  ، هذا الإعلام الذي طالما خصص للرجل حيزا مهما ليجد اليوم نفسه يصوم  عن ذكره أو الحديث حتى عن دور مفترض له فيما يحدث .

قطعا قد يكون ل لاندري ازولاي بعض الأدوار،  وإلا لماذا تم الاحتفاظ به من بين مستشاري الملك ؟ لكنه دور محدود في الزمان والمكان وقد لا يملك النفس السياسي الكبير للوصول إلى تل أبيب حيث اللاعبين الكبار أو المستشارين الكبار للملك الذين عملوا لا محالة في الظل طيلة المدة السابقة ، استحضارا  لاتصالات سابقة قد تكون سرية   بين الطرفين المغربي والإسرائيلي قبل الإعلان عن فتح أفق علائقي جديد بين البلدين ، ومن يعتقد أن الأمريكيين كانوا وسطاء بين الرباط وتل أبيب فهو واهم ، فالعلاقة مع إسرائيل ظلت مستمرة لاشك في ذلك واستمرار هذه العلاقة بكل تشعباتها تحتاج طبعا لمنسقين لها تحت أمرة الملك مباشرة  ، والمنسق قطعا لن يكون أندري ازولاي.

أزولاي غاب أم تم تغييبه ؟ أحد الجوابين لا يشكل فارقا لأنه في المحصلة الرجل كان وسيظل دوما مستشارا للملك محمد السادس بصفته يهوديا مغربيا وليس إسرائيليا ،  وفي ذلك الكثير من الإشارات الاعتبارية والرمزية التي حرص  الملك محمد السادس على الاهتمام بها وتكريسها مند جلوسه على العرش .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى