
في تطور مفاجئ وغير مسبوق، أعلن حزب الأصالة والمعاصرة، مساء اليوم الجمعة، عن إلغاء أو تأجيل اجتماع المجلس الوطني الذي كان مقرراً عقده غداً السبت بقصر المؤتمرات الولجة بمدينة سلا، رغم اكتمال كل الترتيبات اللوجيستيكية واستعداد مئات الأعضاء للحضور.
وتوصل أعضاء المجلس الوطني البالغ عددهم حوالي 350 عضواً برسائل عبر تطبيق “واتساب” تخبرهم بتأجيل اجتماع “برلمان الحزب” إلى موعد لاحق لم يتم تحديده، ما خلف حالة ارتباك واسعة داخل صفوف اعضاء المجلس الوطني للحزب خاصة القادمين من جهات المملكة .
وكشفت معطيات حصلت عليها “البلد” أن عدداً كبيراً من أعضاء المجلس الوطني حلّوا منذ صباح اليوم بالرباط وسلا، استعداداً لاجتماع كان يُنتظر أن يكون مفصلياً، باعتبار أنه كان سيُناقش عدداً من القرارات التنظيمية والسياسية المهمة داخل الحزب خاصة منها القوانين المؤطرة للقوانين الانتخابية .
مصادر مقربة من قيادة الأصالة والمعاصرة عزت هذا القرار المفاجئ إلى “وعكة صحية” لرئيسة المجلس الوطني، معتبرة أن غيابها حال دون عقد الاجتماع.
غير أن هذه الرواية لم تُقنع عدداً من أعضاء الحزب، الذين استغربوا “الطريقة الاعتباطية” التي جرى بها إلغاء أهم هيئة تقريرية داخل الحزب، دون احترام قواعد التواصل المؤسساتي ودون تقديم تبرير واضح ومفصل.
ووصف أعضاء غاضبون هذا القرار بـ“السابقة الخطيرة”، مؤكدين أن المجلس الوطني لم يسبق أن أُلغي بهذه الطريقة، خاصة وأن الحزب يعيش مرحلة حساسة تتطلب وضوحاً في القيادة وتدبيراً ديمقراطياً للمؤسسات.
ويرى مراقبون أن هذا التطور قد يعكس توتراً داخلياً أو خلافات تنظيمية غير معلنة، في وقت ينتظر فيه المتتبعون ما سيصدر عن القيادة في الساعات المقبلة من توضيحات حول خلفيات هذا الإلغاء المفاجئ، الذي وضع الحزب في قلب موجة جديدة من الأسئلة حول وضعه الداخلي ومستقبله السياسي.



