
وصل الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع والرئيس اللبناني جوزاف عون الثلاثاء إلى قطر في زيارتين منفصلتين، في أول زيارة رسمية لكل منهما إلى الدولة الخليجية.
ونقلت وكالة الأنباء القطرية “قنا” أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “تقد م مستقبلي أخيه فخامة الرئيس أحمد الشرع رئيس الجمهورية العربية السورية الشقيقة، لدى وصوله والوفد المرافق الصالة الأميرية بمطار حمد الدولي، اليوم، في زيارة رسمية للبلاد”.
وكتب وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني في منشور على منصة “إكس”، “نرافق اليوم الرئيس أحمد الشرع في الزيارة الرئاسية الأولى إلى الدولة التي وقفت إلى جانب السوريين منذ اليوم الأول ولم تتخل عنهم”، مرفقا المنشور بصورة تجمع العلمين السوري والقطري.
وتناولت المحادثات التي جرت بين أمير قطر والرئيس السوري الانتقالي الثلاثاء “أبرز التطورات الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر حول سبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”، بحسب ما نقل الديوان الأميري القطري.
وبعد وصول الشرع ببضع ساعات، حطت طائرة الرئيس اللبناني جوزاف عون في الدوحة مرافقا بوزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي بحسب الرئاسة اللبنانية، في أول زيارة لعون منذ انتخابه في 9 كانون الثاني/يناير.
وكان في استقبال الرئيس اللبناني وزير المواصلات القطري الشيخ محمد بن عبد الله بن محمد آل ثاني، وسفير قطر لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، وفق وكالة الأنباء القطرية “قنا”.
وقال عون في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية “قنا” عقب وصوله إن قطر تمتلك “خبرة كبيرة يمكن الاستفادة منها في تطوير قطاع الطاقة اللبناني، وتعافي القطاع المالي من خلال تشجيع الاستثمارات القطرية في لبنان والتعاون المصرفي، وتنمية قطاع السياحة عبر تعزيز التبادل السياحي وتشجيع القطريين على المجيء إلى لبنان”.
والتقى رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام الإثنين الشرع في سوريا، في أول زيارة لمسؤول رفيع المستوى في الحكومة اللبنانية الجديدة إلى دمشق، بهدف “تصحيح مسار العلاقات” بين البلدين، وفق ما أفاد مصدر حكومي لبناني وكالة فرانس برس.
وزار الشرع والشيباني الأحد الإمارات حيث التقيا رئيسها الشيخ محم د بن زايد آل نهيان الذي أعرب عن دعم بلاده لإعادة إعمار سوريا.
وحظي الشرع منذ إطاحة حكم الأسد في 8 ديسمبر وتسلمه قيادة سوريا، بدعم وتأييد دول عدة تتقدمها قطر وتركيا وعدد من الدول العربية، واستضاف في القصر الرئاسي وفودا أجنبية ومسؤولين رفيعين من دول عدة. وشكلت قطر داعما رئيسا للمعارضة السياسية والعسكرية خلال عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وزار رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني دمشق منتصف يناير، وأعلن تقديم دعم فني لإعادة تشغيل البنى التحتية.
وسبق للشيباني أن زار قطر مرتين منذ توليه منصبه. وخلال زيارة في 5 يناير، برفقة وزير الدفاع ومدير الاستخبارات، دعا الشيباني الى رفع العقوبات عن سوريا، معتبرا انها “تشكل حاجزا ومانعا من الانتعاش السريع والتطوير السريع”.
وبخلاف دول عربية أخرى، لم تستأنف الدوحة علاقاتها مع دمشق في السنوات القليلة الماضية، مع عودة الأسد إلى الحاضنة العربية ومشاركته في القمة العربية في جدة في مايو 2023.
وكانت قطر ثاني دولة بعد تركيا تعيد فتح سفارتها في دمشق بعدما كانت في عداد دول خليجية عدة قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق واستدعت سفيرها، بعد أشهر من اندلاع النزاع عام 2011.
وإلى جانب تركيا، أحد داعميه الرئيسيين، زار الشرع دولا عربية عدة منذ توليه السلطة بينها الإمارات والسعودية.
وتسعى كل من بيروت ودمشق إلى تحسين العلاقات منذ إطاحة الأسد الذي سيطرت عائلته على الشأن اللبناني طيلة عقود، وتتهمه السلطات باغتيال عدد من المسؤولين في لبنان الذين عبروا عن معارضتهم لهيمنة سوريا.
وخلال زيارته إلى بيروت في 4 فبراير، قال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن بلاده “ستكون حاضرة” لدعم إعادة الإعمار، بعدما خلفت المواجهة الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل دمارا واسعا في مناطق عدة.
وتعد قطر إحدى الدول الرئيسية التي قدمت دعما ماليا وعينيا للجيش اللبناني على مراحل عدة.