شهدت دار المحامي بالدار البيضاء، يوم السبت 15 فبراير 2025، انعقاد ورشة عمل تفاعلية حول موضوع: “الآلية الوطنية المستقلة للوقاية من التعذيب: الواقع، التحديات، والآفاق المستقبلية.” الورشة، التي نظمتها الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا العنف وسوء المعاملة بشراكة مع شبكة أمان المغرب للحماية والوقاية من التعذيب، خصصت لتكريم الراحلين البروفيسور نجيب الجيلالي والأستاذ محمد السكتاوي، اللذين قدما إسهامات بارزة في مجال حقوق الإنسان ومناهضة التعذيب.
وفي كلمته الافتتاحية، شدد البروفيسور الحسن بوكيند، رئيس الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا العنف وسوء المعاملة، على أهمية هذه الورشة التي تأتي في سياق التزام الجمعية بدعم كل الجهود الرامية إلى مكافحة التعذيب وحماية الكرامة الإنسانية. وأكد أن الجمعية تأسست قبل 23 عامًا، مستندة إلى مبدأ “صفر تسامح مع التعذيب”، وتتبنى نهجًا متخصصًا في الطب الحديث يُعرف باسم “طب التعذيب.”
وأشار بوكيند إلى أن التجربة المغربية في إنشاء الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب تُعد نموذجًا يحتذى به عالميًا، حيث جاءت نتيجة نقاشات موسعة ضمت مختلف الفاعلين الحقوقيين والمؤسسات الرسمية، مما جعلها واحدة من الممارسات الجيدة على الصعيد الدولي.
بوكيند دعا خلال مداخلته إلى تعزيز دور الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، مشددًا على ضرورة فتح نقاش معمق حول منهجية عملها، خاصة مع قرب تعيين أعضاء جدد للآلية وللمجلس الوطني لحقوق الإنسان. كما طالب بإشراك الهيئات الحقوقية في تقييم التجربة الحالية والارتقاء بها لمستوى أفضل من الفعالية والشفافية.
مشيرا إلى أبرز محاور عمل الجمعية، التي تشمل الوقاية من التعذيب وسوء المعاملة ، تأهيل ضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي ،وتقديم الدعم لضحايا الاتجار بالبشر ، ثم مراقبة وتتبع السياسات العمومية المرتبطة بحماية حقوق الإنسان.
رئيس الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا العنف وسوء المعاملة أوصى بتعزيز التعاون مع الهيئات الحقوقية الإفريقية لتبادل الخبرات ومواجهة التحديات المشتركة، إلى جانب إطلاق حوار وطني حول تحسين أداء الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب.
مؤكدا أن هذا اللقاء يهدف أيضًا إلى تكريم جهود الفقيدين نجيب الجيلالي ومحمد السكتاوي، اللذين ساهما بشكل كبير في بلورة التجربة المغربية الخاصة بالوقاية من التعذيب
