
تفرج حماس السبت عن ثلاثة رهائن إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة فيما تطلق إسرائيل سراح تسعين معتقلا فلسطينيا في سجونها، في رابع عملية تبادل في سياق اتفاق الهدنة في القطاع المدمر.
الى ذلك أفاد مصدر في حماس وكالة فرانس برس ومصدر آخر مطلع على الملف، بأن معبر رفح بين أقصى جنوب قطاع غزة ومصر سيتم فتحه السبت بعد إتمام عملية التبادل.
وقال قيادي في حماس إن “الوسطاء أبلغوا (الحركة) بموافقة إسرائيل” على فتح المعبر السبت، فيما أورد المصدر الآخر أن هذا القرار سيتيح إجلاء جرحى “تنفيذا لاتفاق وقف اطلاق النار”.
تضم قائمة الرهائن الإسرائيليين الذين سي طلق سراحهم السبت، والتي ك شف عنها الجمعة اسم الفرنسي الإسرائيلي عوفر كالديرون والأميركي الإسرائيلي كيث سيغل والإسرائيلي ياردن بيباس، الذي لا يزال مصير زوجته وطفل يه غير معروف.
ومنذ احتجازهم خلال الهجوم الذي نفذته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، لم ترشح أي أخبار عنهم، باستثناء إعلان حماس في نهاية نوفمبر 2023 مقتلهم في قصف إسرائيلي، وهو ما لم تؤكده إسرائيل. غير أن الجيش الإسرائيلي قال في 25 يناير إنه يشعر بقلق “عميق” على مصيرهم.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في بيان بأن “إسرائيل تلق ت قائمة الرهائن المتوقع إطلاق سراحهم من الأسر لدى حماس غدا (السبت)، وسيتم إصدار رد مفصل بعد مراجعة القائمة وإبلاغ العائلات”.
وأوضح أنهم ذكور من غير أن يحدد عددهم ولا أسماءهم.
من جانبها، قالت المتحدث باسم نادي الأسير الفلسطيني أماني سراحنة إن إسرائيل “ستحرر تسعين أسيرا” هم “تسعة يقضون عقوبة مؤبدة و81 يقضون عقوبات طويلة المدة”.
ومنذ دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حي ز التنفيذ في 19 يناير بعد حرب مدم رة استمر ت أكثر من 15 شهرا بين حركة حماس وإسرائيل، أ طلق سراح 15 رهينة إسرائيلية ومئات المعتقلين الفلسطينيين.
يأتي هذا التبادل بعد يومين فقط من عملية التبادل الثالثة التي ن ظ مت الخميس في ظل ظروف معق دة في خان يونس جنوب القطاع، قرب المنزل المدمر الذي نشأ فيه رئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي قتل في معركة مع الجيش الإسرائيلي خلال الحرب.
وخلال العملية، واجه عناصر من حركتي حماس والجهاد الإسلامي صعوبة في السيطرة على مئات الأشخاص الذين احتشدوا لمتابعة مجريات تسليم رهينتين إسرائيليين وخمسة رهائن تايلانديين.
وأثار ذلك تنديد نتانياهو ودفعه الى تأخير الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين إلى حين تلق ى من الدول الوسيطة “ضمانا” بـ”إفراج آمن” عن الرهائن المتبقين في القطاع.
كما دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى إدخال “تحسينات” على أمن عمليات تسليم الرهائن المحتجزين لدى حماس إلى إسرائيل.
وقالت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا، إن ها “لا تتحك م بتوقيت الإفراج أو الموقع أو البيئة” التي تتم فيها هذه العملية. وأضافت أن “التفاصيل واللوجستيات تحد دها الأطراف نفسها”.
وسه لت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تستمد فعاليتها من الحياد المطلق الذي تعتمده في مناطق الحرب والنزاعات، نقل جميع الرهائن خلال هذه الهدنة، وخلال الهدنة السابقة في نهاية نوفمبر 2023.
والخميس، أطلق سراح سبعة رهائن هم الإسرائيليان غادي موزيس وأربيل يهود وخمسة مواطنين تايلانديين، كما أطلق سراح رهينة ثامنة هي جندية إسرائيلية كانت محتجزة في مخيم جباليا.
وأظهرت لقطات مصو رة وجه أربيل يهود (29 عاما) المتجهم وهي تقف مذعورة في أول احتكاك لها بالعالم الخارجي بعد 482 يوما من الاحتجاز.
ينص الاتفاق المؤلف من ثلاث مراحل على وقف الأعمال القتالية وانسحاب إسرائيل من المناطق المأهولة. وتمتد المرحلة الأولى ستة أسابيع وتشمل الإفراج عن 33 رهينة من غزة في مقابل نحو 1900 معتقل فلسطيني.
وإضافة إلى عمليات التبادل ووقف إطلاق النار، يتيح الاتفاق وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يعاني كارثة إنسانية.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار على استئناف المفاوضات بعد 16 يوما على دخوله حي ز التنفيذ، أي الإثنين في الثالث من فبراير، وذلك لبحث آليات المرحلة الثانية التي تهدف إلى إطلاق سراح آخر الرهائن وإنهاء الحرب، الأمر الذي يعارضه بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية.
ومن المفترض أن تشمل المرحلة النهائية إعادة إعمار غزة وإعادة جثث آخر الرهائن القتلى.
غير أن وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع قد يواجه تعقيدات كثيرة بعد دخول قرار إسرائيل قطع علاقاتها مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) حيز التنفيذ الخميس، بعدما كانت قد اتهمت موظفين فيها بالتواطؤ مع حماس في هجومها على اسرائيل.
مع ذلك، أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن الوكالة تواصل عملها في سائر أنحاء الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية.
وأسفر هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، عن مقتل 1210 أشخاص على الجانب الإسرائيلي، غالبيتهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية، بمن فيهم الرهائن الذين أ علن عن مقتلهم في وقت لاحق.
ومن بين 251 شخصا احتجزوا في الهجوم، لا يزال 79 منهم رهائن في غزة، وقتل ما لا يقل عن 34 منهم، وفقا للسلطات الإسرائيلية.
وأدى الهجوم الانتقامي الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة إلى مقتل 47460 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.