أكدت الصين مرة جديدة الثلاثاء دعمها لاتفاقية باريس حول المناخ ولمنظمة الصحة العالمية، بعد سحب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب الولايات المتحدة منهما فور تنصيبه الإثنين.
باشر ترامب ولايته الثانية بتوقيع عشرات المراسيم المثيرة للجدل حول مجموعة واسعة من المسائل، قضى أحدها بالخروج من منظمة الصحة التي وجه إليها انتقادات شديدة خلال أزمة وباء كوفيد.
وسئل المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية عن قرارات ترامب فأعرب عن “قلق” بكين حيالها مؤكدا مرة جديدة التزام بلاده بالتعاون الدولي.
وقال غوو جياكون خلال مؤتمر صحافي إنه “من الواجب تعزيز دور منظمة الصحة العالمية وليس إضعافه” مؤكدا أن “الصين ستدعم كما فعلت على الدوام منظمة الصحة العالمية للاضطلاع بمسؤولياتها” والعمل من أجل “صحة البشرية”.
كما أعرب غوو عن “قلق” بلاده بعدما أمر ترامب بالانسحاب للمرة الثانية من اتفاقية باريس للمناخ، في خطوة تشكل تحديا للجهود الدولية المبذولة لمكافحة ظاهرة الاحترار.
وعلق مشددا على أن “التغير المناخي تحد مشترك تواجهه البشرية أجمع، ولا يمكن لأي بلد أن يبقى بمنأى عن المشكلة أو أن يحلها وحده”.
وبذلك تكرر الصين الموقف الذي اتخذته عند سحب ترامب بلاده من اتفاقية باريس خلال ولايته الأولى، حين أبقت على التزامها بالوثيقة وبأهدافها البعيدة المدى
ورأى مارك جوليان مدير مركز آسيا في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية أن بكين تسعى اليوم مثلما فعلت عام 2017 “لاغتنام فك أميركا ارتباطها بالمنظمات والاتفاقيات الدولية، لتقدم نفسها كجهة فاعلة مسؤولة يمكن توقع ردود فعلها في العلاقات الدولية”.
كما تستعد الصين لمواجهة عودة محتملة للتوتر التجاري مع واشنطن الذي ساد خلال ولاية ترامب الأولى.
قام الرئيس الأميركي آنذاك بفرض رسوم جمركية مشددة على الواردات الصينية متهما بكين باعتماد ممارسات تجارية غير نزيهة، وأبقى خلفه جو بايدن على القسم الأكبر من هذه التدابير.
وتوعد ترامب خلال حملته الانتخابية العام الماضي بزيادة الرسوم الجمركية مجددا على المنتجات الصينية، ما سيسدد ضربة قاسية للاقتصاد الصيني الذي ما زال يعول بشدة على الصادرات لتعزيز نموه.
وحذر نائب رئس الوزراء الصيني دينغ شويشيانغ الثلاثاء لدى مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا من أن “لا رابح في الحروب التجارية”، مؤكدا أن “الحمائية لا تقود إلى مكان”.
كما علق غوو على هذه المسألة مؤكدا أن بلاده “على استعداد لتعزيز الحوار والتواصل مع الولايات المتحدة والتعامل بالصورة المناسبة مع الاختلافات وتوسيع التعاون المتبادل”.
وأضاف أن بلاده “تأمل أن تعمل الولايات المتحدة مع الصين لتشجعا معا النمو … المستقر للعلاقات الاقتصادية والتجارية” بينهما.
وإذ أقر بوجود “خلافات واحتكاكات” بين البلدين، شدد على أن “المصالح المشتركة ومجالات التعاون بين البلدين هائلة”.
وأخيرا، نددت الصين بشدة بقرار ترامب بموجب أحد مراسيمه الإثنين إعادة إدراج كوبا على قائمة الدول الراعية للإرهاب بعد أيام على شطب سلفه جو بايدن هذا البلد عنها في إطار اتفاق لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
ورأى المتحدث أن هذا القرار “يخالف الوقائع” و”يكشف تماما عن وجه الولايات المتحدة المتسلط والمتنمر”.
وأضاف “خلال أيام قليلة، أزيلت كوبا عن القائمة المزعومة، ثم أعيدت إليها، وكأنها مسألة عرضية” معتبرا أن ذلك يثير شكوكا حول “مصداقية” واشنطن.
والصين من كبار حلفاء كوبا السياسيين إلى جانب روسيا وفنزويلا، وترتبط بهذا البلد بشراكة وثيقة في الاقتصاد والسياسة والثقافة.
وشهدت العلاقات بين بكين وواشنطن حيال هذا الملف توترا في يونيو 2023 حين أوردت عدة وسائل إعلام أميركية أن بكين تعتزم إقامة قاعدة تجسس في كوبا قبالة سواحل جنوب شرق الولايات المتحدة، وهو ما نفته الصين.
وبعد أيام قال مسؤول في البيت الأبيض إن الصين تدير منشأة تجسس في كوبا منذ سنوات.
وقال المتحدث الصيني إن “بكين تحض مجددا الولايات المتحدة على رفع حصارها التام عن كوبا بصورة سريعة وسحبها عن قائمة الدول الداعمة للإرهاب واتخاذ تدابير ملموسة لتحسين العلاقات بين واشنطن وهافانا”.
أما بالنسبة لتطبيق تيك توك الذي حدد له ترامب مهلة 75 يوما للعثور على مشتر غير صيني في الولايات المتحدة مانحا المنصة الصينية مهلة هي بأمس الحاجة إليها، فقال غوو إن بلاده تأمل أن توفر واشنطن بيئة أعمال عادلة للشركات الصينية.