الرئيسيةتربيةمقالات الرأي

في واقعة الجواب الكتابي ..هل نريد وزيرا قوالا ، أم وزيرا فعالا ؟

ماذا استفدنا من حكومة المتكلمين ،علماء علم الكلام ، الناطقون ،المتفقهون ، الذين مروا من هنا وعادوا الى ثغورهم غانمين أصحاب نعمة

 

البلد.ma

كان وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضية محمد سعد برادة متصالحا مع ذاته ، وصريحا مع معارضة مجلس النواب وهو يرجئ الرد (إلى أن تتم كتابة جوابه) تجاوبا مع تعقيبات البرلمانيين بخصوص أسعار التعليم الخصوصي ، ومشاكل التعليم الأولي وظروف اشتغال المربيات .

وبشكل صريح ومباشر وجه برلماني من الفريق الاتحادي الخطاب للوزير برادة قائلا : “إن حضورك مثل غيابك”

نفس النائب استحضر كيف عجز وزيرنا في التعليم عن ديباجة جواب ولو ارتجالي في حضرة الأطفال ، مطالبا الوزير بضرورة الرد على تعقيبات البرلمانيين شفويا ومباشرة .

هي انتقادات و”استفزازات” لا تشكل في مجملها الفرق ..وزير التربية الوطنية بهكذا جواب يؤكد أنه يحترم نفسه ويحترم طارح السؤال نفسه ، ولايريد أن يسترسل كلاما عن هوى .

في المحصلة هذا الرجل “محمد سعد برادة” جاء طارئا على الوزارة ، وليس طارئا على السياسة لأنه ينتمي لأسرة سياسية بامتياز ، وقد دأب وهو القادم من عالم المال والأعمال أن يتحدث انطلاقا من أرقام ومعطيات ومعلومات دقيقة .

هي دهشة البدايات كما يقال ، ووزيرنا في التربية الوطنية يحتاج إلى القليل من الوقت حتى “تنفك عقدة لسانه” ويعتاد على الكلام المسترسل “الخاوي ” الذي يريده نواب الأمة ويبث مياشرة على الهواء ، وهو في مجمله “كلام” لا يسمن ولا يغني عن جوع .

فهل نريد وزيرا قوالا ، أم نريد وزيرا فعالا ؟

هل نريد وزيرا صاحب لسان ، أم نريد وزيرا يبادر قبل أن يتكلم ؟

ليس بعيدا من الآن كان الله قد ابتلانا بحكومة المتكلمين ، حكومة علماء علم الكلام ، الناطقون ،المتفقهون ، الذين مروا من هنا وعادوا الى ثغورهم غانمين أصحاب نعمة …فما الذي استفدناه اليوم من دروسهم ومحاضراتهم وسجعهم وتناصهم اللغوي .. فالله كما تقول الآية يُؤَاخِذُكُمُ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وليس بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى