استقبل دونالد ترامب الاثنين استقبال الأبطال في المؤتمر العام للحزب الجمهوري في ميلووكي فوقف له الحضور مصفقا لفترة طويلة عندما دخل القاعة مع ضمادة على أذنه.
بعد يومين على نجاته من محاولة اغتيال، رفع الرئيس الأميركي السابق قبضته وهو يدخل القاعة الضخمة المزينة باللونين الأزرق والأحمر وسط تصفيق المندوبين الذين كانوا اختاروه قبيل ذلك مرشحا رسميا للجمهوريين إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر.
وداخل القاعة التي غصت بالحضور راح انصار ترامب يهتفون “فايت! فايت!” (كافحوا!) وهي الكملة التي تلفظ بها دونالد ترامب وهو يرفع قبضته والدم يسيل على وجهه عندما وقف بعد إطلاق النار الذي استهدفه السبت في صور جالت العالم.
واختار ترامب ليكون نائبا له في حال فوزه بالرئاسة، جيمس ديفيد (جاي دي) فانس، السناتور عن ولاية أوهايو البالغ 39 عاما والذي وقف إلى جانبه مساء الاثنين.
وكتب ترامب عبر منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشال”، “قررت أن الشخص الأكثر كفاءة لتولي منصب نائب رئيس الولايات المتحدة هو السناتور جاي دي فانس من ولاية أوهايو العظيمة”.
وفانس عسكري سابق وكاتب، لطالما دافع أمام الكونغرس عن القضايا الأساسية بالنسبة لرجل الأعمال على غرار مكافحة الهجرة والدفاع عن الحمائية الاقتصادية.
وسيقبل ترامب تفويض الحزب له رسميا خلال أمسية تنظم الخميس تشكل ذروة المؤتمر العام وتطلق خلالها آلآف البالونات.
وبدا التأثر واضحا في صفوف عشرات آلاف الجمهوريين المجتمعين في ميلووكي بعد نجاة ترامب من محاولة اغتيال خلال تجمع انتخابي في الهواء الطلق السبت في بنسيلفانيا.
وقالت المندوبة عن ولاية إيلينوي سوزان سويني التي غمرتها الفرحة عند رؤيتها ترامب، لوكالة فرانس برس “كان الأمر رائعا للغاية عندما أفكر بما مر به لكنه أتى إلى هنا فهذا يعني أنه حساس جدا ومتعاطف”. وقد اعتمرت سويني قبعة تحمل صور ترامب وابراهم لينكولن الذي يكن له الجمهوريون إعجابا كبيرا.
وقد صدم الأميركيون بصور ترامب وقد غطت الدماء اذنه رافعا قبضته فيما يتم اجلاؤه بسرعة من جانب حراسه الشخصيين.
وزاد هذا الهجوم من الضغط على المجتمع الأميركي الذي يشهد استقطابا متناميا ومن غضب المؤيدين الأكثر تطرفا لترامب الذين حم لوا الديموقراطيين مسؤولية ما حصل.
ورغم المستجدات، عرف المؤتمر العام للحزب الجمهوري بمشاركة أكثر من 50 ألف شخص، انطلاقة منظمة وسط إجراءات أمنية مكثفة.
وانتشر الآلاف من عناصر الشرطة في الشوارع. وقال تيم هوكينز (57 عاما) الذي قدم من ولاية واشنطن في أقصى غرب البلاد لوكالة فرانس برس “إذا كانوا غير قلقين، فأنا مثلهم”.
والموقع الذي اختير لعقد المؤتمر هو مجمع رياضي ضخم وحديث، غطيت جدرانه بصور كبيرة للرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الذي يسعى لأن يصبح الرئيس السابع والأربعين.
وقد أغلقت مناطق في وسط المدينة بسياج معدني مع انتشار لعناصر جهاز الخدمة السرية الذي تعرض لانتقادات شديدة لأنه فشل في حماية دونالد ترامب خلال التجمع الانتخابي في بنسيلفانيا السبت.
إلا ان المؤتمر العام أبقى على برنامجه المثقل من دون تعديلات. وقال ديفيد بوسي أحد المقربين من دونالد ترامب ويشارك في رئاسة المؤتمر، لوكالة فرانس برس “باستثناء تعزيز التدابير الأمنية في المكان لن يطرأ أي تعديل على البرنامج”.
وستكون المواضيع الرئيسية لهذا الاجتماع القدرة الشرائية والهجرة والجريمة والأمن الذي تضمنه دولة قوية.
وأكد الرئيس الأميركي الديموقراطي جو بايدن من جهته أنه يريد العمل على خفض التوتر الناجم عن محاولة الاغتيال.
لكنه سارع إلى انتقاد فانس متهما إياه بأنه “ترامب مستنسخ”.
ويرى خبراء أن محاولة الاغتيال التي تعرض لها ترامب قد تكون مفيدة للمرشح الجمهوري على الصعيد الانتخابي.
وهو سجل نقاطا الاثنين أيضا على الصعيد القضائي عندما قررت القاضية المكلفة قضية يتهم فيها بالاحتفاظ بوثائق مصنفة سرية، إسقاط الملاحقات.