الموسيقى الإسبانية التقليدية تصدح بمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة
كان جمهور مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، على موعد، مساء أمس الخميس بفضاء جنان السبيل التاريخي، مع حفل موسيقي استثنائي بعنوان “جذور موسيقية غاليسية”.
وخلال هذه الأمسية الفنية، سافر الثلاثي الإسباني فرانسي، ودافيد، وسيبران، بالجمهور إلى عوالم الثقافة الموسيقية في غاليسيا.
واستهل الحفل بمقطوعات موسيقية تقليدية مستمدة عن أعمال منتقاة بدقة أعدها فرانسي غونزاليس وجمعية “كسيراديلا/ Xiradela” في أرياف ” برغانتينوس/ Bergantiños”. وتشهد هذه الأغاني والرقصات، التي تنتقل من جيل إلى جيل، على تاريخ ثقافي غني وارتباط عميق بالأرض والحياة اليومية للساكنة القروية.
وأدى الثلاثي إيقاعات من قبيل “مانيوس/ maneos”، و”جوتاس/ jotas”، و” موينيراس/ muiñeiras”، التي ألهبت حماس الجمهور، وسافرت به إلى عالم الأرياف لاكتشاف الأنشطة الاعتيادية للفلاحين التي ورثوها عن أسلافهم.
وقد أضفى “البانديريتا/ pandeireta”، وهو الدف الصغير التقليدي الذي تعزف عليه النساء في المهرجانات الشعبية الغاليسية، بعدا فريدا للأداء، بينما خلقت الضربات الإيقاعية لـ ” بانديرو/pandeiro” و”بانديرو كوادرادو/pandeiro cuadrado” تجاوبا صوتيا رائعا مع كمان “Cibrán”.
لكن الموسيقى الغاليسية لا تقتصر على التقاليد الراسخة، بل تجاوز كمان “Cibrán”، بأصواته التجريبية، حدود الفولكلور، حيث أضفى عزفه بعدا جديدا وصوفيا للموسيقى التقليدية.
وأدى هذا التجاوب الذي يربط بين الماضي والحاضر، وبين التقاليد والابداع، إلى ولادة موسيقى فريدة من نوعها ونابضة بالحياة، تجسدت بشكل مثالي من خلال التناسق بين الموسيقيين الثلاثة.
وأكد دافيد سالفادو، في تصريح صحفي، أن المجموعة ترغب من خلال هذا الحفل في الاحتفاء بالتواصل بين الثقافتين الغاليسية والمغربية، مضيفا أن مهرجان فاس يشكل فضاء سحريا حيث تصبح فيه الموسيقى لغة عالمية.
وأضاف “نحن فخورون بنقل هذه الأغاني والرقصات التي تحكي تاريخ منطقتنا وعمل أجدادنا وقوة ثقافتنا”.
وتميزت الأمسية أيضا بحضور استثنائي للمغنية الأمازيغية شريفة كيرسيت، التي أضفت بصوتها القوي والمعبر ب عدا ثقافيا متنوعا على الموسيقى الغاليسية، مما يشهد على عالمية الموسيقى وقوة التبادلات الثقافية.
وقد أتاح التعاون بين هذين الفنانين، القادمين من خلفيات مختلفة، للجمهور الاستمتاع بلحظة فريدة لا تنسى.
وينظم المهرجان، الذي يقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في الفترة ما بين 24 ماي وفاتح يونيو، تحت شعار “شوقا لروح الأندلس”.