الجهاتالرئيسية

طانطان..مدينة تعيش ضنك العيش وتفتقد لبوصلة التنمية !

هناك من يريد تغدية إشاعة منطق الانتقام من المدينة وجعلها حقيقة مسلمة تعيش وتكبر مع كل الأجيال بما يحفظ بالدرجة الأولى مصلحة مسؤولي المدينة المنتخبين في المجالس المنتخبة بالأساس

أتاحت لنا فرصة زيارة مدينة طانطان الأسبوع الذي يتزامن و 24 ماي 2024 عاصمة إقليم جهة كلميم وادي نون في الجنوب المغربي إكتشاف  مدينة جار عليها الزمان ، وتحولت من مدينة مثلت دوما حلقة وصل بين الأقاليم الجنوبية وباقي ربوع المملكة إلى مدينة تتنفس بؤس ساكنتها مقابل ثراء وغنى قلة قليلة روجت لإشاعات مفادها أن جهات ما تريد لهذه المدينة أن تعيش الفقر والخصاص وعطالة بناتها وأبناءها .

كل من إلتقت بهم البلد في هذه المدينة من ساكنة المدينة يؤمنون بمنطق الإنتقام من المدينة التي كانت حسب سائق طاكسي من أبناء المدينة  مهد قادة عصابة البوليساريو ، وهو منطق منتشر في المدينة يردده الصغير قبل الكبير …مايعني رأساً أن هناك من يريد تغدية هذه الإشاعة وجعلها حقيقة مسلمة تعيش وتكبر مع كل الأجيال بما يحفظ بالدرجة الأولى  مصلحة مسؤولي المدينة المنتخبين في المجالس المنتخبة بالأساس الذين كونوا وراكموا ثروات كبيرة على حساب ضنك عيش أكثر من نصف الساكنة التي تتميز اساساً بالطيبة والكرم والعزة وحب الوطن .

يحز في النفس أن طانطان التي تزخر بموارد طبيعية متنوعة من شأن تثمينها والرفع من قيمتها تفتقد لكل مقومات العيش الكريم ، تفتقد لكل مقومات التمدن من نظافة وطرقات ومرافق وتشجير وفضاءات خضراء …حد أن غزتها الرمال من كل الجنبات ، وعاشت العطش طيلة أيام العام في وقت يتفرج مسؤولي المدينة من المنتخبين على مسار تنازلي تمشيه المدينة على مهل منشغلين بتراكم الثروات .

خارج الشريحة الموظفة في القطاع العام وبعض القطاعات الخاصة كالبنوك ، لا توفر هذه المدينة أي فرص للشغل لأبناء المدينة بما في ذلك التجارة التي تعول فقط على بعض المهرجانات التي يتم التجييش لها و يصرف عليها ببذخ مما تستنفد معه موارد ميزانيات المجالس المنتخبة وجهودها دون أن ينعكس ذلك على تنمية المدينة .

لن يكون في مقدورنا تجاوز بعض مميزات طانطان التي تتميز اولاً بالأمن والأمان ، وسحر المناخ وطيبة الساكنة ، ولكنها مزايا تبقى ناقصة وهي غير قادرة على استقطاب الإستثمارات وإحداث مناصب الشغل ، وذلك حسب صاحب فندق وسط المدينة يتم بفعل فاعل حتى يبقى المجال ضيقا أمام الأجانب الوافدين على المدينة وشاسعا ومتسعا أمام المستفدين من الريع صناع ضنك عيش الطانطانيين البسطاء المحبين لملكهم ومملكتهم .

 خارج الثروة السمكية التي تستغل ببشاعة إلى الحد الذي صار سعر السردين يتجاوز 15 درهم ، هناك  تهريب السلع الذي كان إلى وقت قريب متنفساً لشريحة واسعة من الساكنة وخاصة الشباب منهم ، تحول بقدرة قادر لمجال تم احتكاره من بعض العائلات بعينها التي تهرب الكازوال بالأساس وتراكم الثروات بشكل واضح للعيان ، حيث لا تخطأ عينك  وأنت وسط طانطان سيارات الاندروفيل المغطاة تجوب نقاط العبور ووسط المدينة بكل حرية .   

وزارة الداخلية التي لها اليد الطولى على مدينة طانطان كما يتضح ذلك بشكل واضح ، ترتكب خطأ كبيرا وهي ترفض تسمية عامل على المدينة بعد إنهاء مهام العامل السابق ، وفي ذلك ما يعطي الانطباع أن مصالح هذه المدينة ليست من أولويات هذه الوزارة القوية ، لأن دورها يبقى اولاً واخيراً مراقبة ومحاسبة المجالس المنتخبة التي دأبت دوما على توقيع العديد من الاتفاقيات دون أن تتم ترجمتها على أرض الواقع في منطقة يغلب عليها الطابع القروي وتتميز بالهشاشة ، وطال أمد الريع فيها  وسلكت دوما سياسة الترقيع التي لا تريد أن تنتهي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى