الفيلم المغربي “صمت الكمنجات” في أول عرض عالمي له بمهرجان خريبكة
تتميز الدورة 24 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية، التي سيحتضن عروضها السينمائية المركب الثقافي لمدينة خريبكة من 11 إلى 18 ماي 2024، بمشاركة الفيلم الروائي الطويل الجديد “صمت الكمنجات” (2024) للمخرج المغربي سعد الشرايبي، في أول عرض عالمي له داخل مسابقة الأفلام الطويلة.
يتمحور موضوع هذا الفيلم حول مسألة نقل التراث الموسيقي الأصيل من جيل لآخر، عبر قصة تدور أحداثها الرئيسية بين جد (من تشخيص عز العرب الكغاط) وحفيدته (من تشخيص مريم البوعزاوي) يشتركان معا في شغفهما بالموسيقى.
الجد له معرفة كبيرة وعميقة بفن الملحون الأصيل (شعرا وغناء وموسيقى)، في حين تعشق حفيدته الموسيقى الغربية الكلاسيكية وتعزف على آلة الكمان. بعد شد وجذب بينهما يخلصان في نهاية المطاف إلى صيغة فنية يتم من خلالها المزج بين موسيقانا الأصيلة والموسيقى المعاصرة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الفيلم يشكل محطة جديدة في تجربة سعد الشرايبي السينمائية، فلأول مرة في مسيرته الفنية كمخرج ينفتح على الموسيقى كموضوع جديد، بعد اشتغاله على مواضيع لها علاقة بالمرأة والصداقة وسنوات الرصاص والمقاومة وغيرها في أفلامه السابقة، بحيث سيتحف المتلقي بمقاطع موسيقية متنوعة تتخلل أحداث الفيلم على امتداد ما يقارب ثلث مدته الزمنية، وسيعرف من خلال ذلك بفن الملحون على نطاق واسع.
من الممثلين المحنكين والشباب الذين شخصوا باقي الأدوار، إلى جانب القدير عز العرب الكغاط والوجه الجديد مريم البوعزاوي، نذكر عادل أبا تراب وخلود البطيوي وحسن الكنوني وإلياس عامل وأمنية الشفشاوني وياسن فاضل وآخرين.
كما تجدر الإشارة أيضا إلى أن مسابقة الأفلام الطويلة (الروائية والوثائقية)، التي ستتبارى على جوائزها أفلام من تونس والبنين والطوغو وبوركينا فاصو ومصر والكوت ديفوار وزامبيا والكاميرون ورواندا والمغرب، بلغ عددها رقم 13، تشهد مشاركة ثلاثة مخرجين مغاربة. فبالإضافة إلى سعد الشرايبي وفيلمه “صمت الكمنجات”، يشارك نوفل براوي بفيلمه “كأس المحبة”، الذي سبق عرضه في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة سنة 2023، ويشارك خليل بن كيران بفيلمه “كواليس” (2023) الذي أخرجه برفقة زوجته الممثلة والراقصة والمخرجة التونسية المعروفة عفاف بن محمود. ومعلوم أن هذا الفيلم الأخير هو إنتاج مغربي- تونسي استفاد سنة 2019 (الدورة الأولى) من التسبيق على المداخيل من طرف لجنة دعم إنتاج الأعمال السينمائية الوطنية بمبلغ قدره أربعة مليون درهم انطلاقا من سيناريو لعفاف بن محمود. كما سبق عرضه في مهرجانات دولية ونال جائزة السينما والفنون بمهرجان البندقية السينمائي الدولي سنة 2023 (الدورة 80)، وهو يحكي قصة فرقة رقص معاصر في جولة لها بالمغرب.
أحمد سيجلماسي
