
في إطار متابعتها الدورية للوضعية العامة لشركة سامير الخاضعة للتصفية القضائية، وتفقدها للأوضاع الاجتماعية الصعبة التي يعيشها المأجورون، عقد المجلس النقابي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بشركة سامير اجتماعًا يوم الخميس 11 دجنبر 2025 بمقر النقابة بالمحمدية.
وأكد المجلس، بعد نقاش موسع ومسؤول، أن استمرار توقف الإنتاج يخلّف آثارًا خطيرة على الأصول المادية للمصفاة، وعلى الثروة البشرية، وعلى الحقوق المكتسبة للعمال الذين ما يزالون مرتبطين بعقود شغل مع الشركة. كما ذكّر بالدور النضالي المتواصل للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، النقابة الأكثر تمثيلية بالشركة منذ سنة 1978، في الدفاع عن حقوق الأجراء واسترجاع مكتسباتهم في ظل التصفية القضائية المستمرة منذ سنة 2016.
أولًا: شدّد المجلس على أن المصلحة العليا للمغرب تقتضي تعزيز الأمن الطاقي الوطني والمحافظة على الدور الاستراتيجي لشركة سامير داخل الخريطة الطاقية. واستنكر الموقف الحكومي السلبي تجاه ملف الشركة، رغم الخسائر الكبيرة التي يتكبدها المغرب جراء تعطيل تكرير البترول بمصفاة المحمدية. وجدد مطالبته بالاستئناف العاجل للإنتاج قبل انهيار الآلات وتلاشيها، عبر جميع الصيغ الممكنة، سواء التفويت للغير أو للدولة بمقاصة ديون المال العام أو اعتماد التسيير الحر أو الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
ثانيًا: دعا المجلس جميع الجهات المتحكمة في الملف إلى الانتباه للوضع الاجتماعي والمادي الصعب للتقنيين والأطر الساهرين على حماية ممتلكات الشركة. كما طالب السنديك باحترام التزاماته في الحوار مع النقابة الأكثر تمثيلًا، وعلى رأسها صرف الأجور المعلقة، وحسم المفاوضات مع صندوق التقاعد لأداء الاشتراكات المتراكمة، وتمكين المتقاعدين من حقهم في التغطية الصحية التكميلية. كما شدد على ضرورة استئناف عمل لجنة المقاولة لإعادة تنظيم العمل وحماية الحقوق المكتسبة للعمال.
ثالثًا: ذكّر المجلس بأن الكونفدرالية ستظل نقابة لجميع العمال دون تمييز، وتدافع عن كل الملفات باختلاف أحجامها، وفق السياق والظروف العامة. كما أكد على التشبث بالتنفيذ الكامل لمقتضيات الاتفاقية الجماعية والمساطر التنظيمية، والحد من الاستثناءات والخروقات المتعلقة بالتعويضات والتنظيم المهني، مع إيلاء اهتمام خاص للعمال ذوي الدخل الضعيف والعاملين في ظل التصفية القضائية.
رابعًا: أعرب المجلس عن اعتزازه بالمكاسب التي تحققت لفائدة الطبقة العاملة بشركة سامير رغم ظروف التصفية، بفضل صمود المناضلين الكونفدراليين عبر التاريخ. كما أكد عزمه مواصلة مواجهة كل المخططات الهادفة إلى إقبار الشركة والقضاء على صناعة تكرير البترول وما توفره من مناصب شغل ومكاسب اقتصادية واجتماعية. ودعا جميع الكونفدراليين وعموم الأجراء إلى المزيد من الوحدة والصمود دفاعًا عن بقاء الشركة وتطويرها واسترجاع الحقوق وفتح آفاق جديدة لتحسينها.



