
لا تزال الانقسامات بشأن مستقبل النفط عميقة فيما يجتمع أكثر من 140 من قادة العالم في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) الجمعة لكسر الجمود في ملف أزمة المناخ، في حين أن “نقطة التحول” التي دعا إليها الملك تشارلز تبقى بعيدة المنال.
ودعا الملك وهو ضيف شرف الإمارات الدولة المنظمة، قادة العالم إلى جعل مؤتمر كوب28 نقطة تحول ترقى إلى مستوى اتفاق باريس لتسريع التحرك المناخي.
وقال ملك بريطانيا الذي يشارك في مؤتمر مناخ للمرة الأولى منذ اعتلائه العرش مستذكر ا مشاركته في كوب21 الذي أفضى إلى اتفاق باريس التاريخي، إنه “غالبا ما يتم تحطيم الأرقام القياسية لدرجة أننا بتنا لا نتأثر بما تقوله لنا”.
وأضاف “أرجو من كل قلبي أن يكون مؤتمر كوب28 نقطة تحو ل أخرى نحو انتقال (أخضر) حقيقي” معددا الأعاصير التي دمرت الجزر المعرضة للخطر والفيضانات في الهند وبنغلادش وباكستان والحرائق القياسية التي تجتاح دولا كثيرة من الولايات المتحدة إلى اليونان.
وختم الملك المعروف بدفاعه عن القضايا البيئية، بالقول “الأرض ليست ملكنا، نحن الذين ننتمي إلى الأرض”.
من جانبه، أكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي ستستضيف بلاده مؤتمر كوب30 بعد عامين، أن “الأرض سئمت اتفاقات المناخ التي لا تحترم”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن “العلم واضح: سقف 1,5 درجة مئوية لا يمكن الحفاظ عليه إلا إذا توقفنا عن استهلاك كافة أنواع الوقود الأحفوري”.
وشدد على أن “المؤشرات الحيوية للكوكب تنهار: انبعاثات قياسية وحرائق شرسة وحالات جفاف مميتة والعام الأكثر حرا على الإطلاق”.
ويضع الاستهلاك المتزايد لمصادر الطاقة الأحفورية منذ القرن التاسع عشر، البشرية على مسار احترار مناخي لا مفر منه بثلاث درجات مئوية بحلول عام 2100.
وترخي الحرب في غزة بظلالها على المؤتمر.
إذ أعلن عن تغيب الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي عن المؤتمر احتجاج ا على دعوة إسرائيل للمشاركة فيه، وفق ما أوردت وكالة إرنا الرسمية.
ثم أعلن لاحقا عن انسحاب الوفد الإيراني من المؤتمر احتجاجا بالمثل على وجود وفد إسرائيلي باعتباره يتعارض مع “أهداف المؤتمر وتوجهاته”.
وفي كلمته، اعتبر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أنه لا يمكن “التحدث عن تغير المناخ بمعزل عن المآسي الإنسانية المحيطة بنا”.
وقال “في غزة، نزح أكثر من 1,7 مليون فلسطيني من منازلهم.
وأصيب أو قتل عشرات الآلاف في منطقة تقع في الخطوط الأمامية لتغير المناخ”.
ووصل الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إلى دبي الخميس وسيحضر المؤتمر الجمعة في إطار حملة دبلوماسية واسعة النطاق ترمي إلى الدفع من أجل الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة.
وأفادت مصادر برازيلية أن هرتسوغ التقى نظيره البرازيلي.
من الجانب الفلسطيني، سيمثل وزير الخارجية رياض المالكي الرئيس محمود عباس الذي أعلنت الأمم المتحدة في وقت سابق مشاركته في المؤتمر.
ومر وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن الجمعة عبر دبي للقاء نظرائه الإقليميين.
بدأت أعمال الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغي ر المناخ (كوب28) الخميس بنجاح، بإعلان تفعيل صندوق “الخسائر والأضرار” للدول الأكثر عرضة لتداعيات تغي ر المناخ.
ويعتبر القرار إنجازا تاريخيا رغم أن الوعود الأولى المرتبطة بالتمويل (حوالى 400 مليون دولار) ما زالن رمزية في مواجهة الاحتياجات التي تقدر بمئات المليارات.
وأعلن الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الجمعة إنشاء صندوق خاص “للحلول المناخية” بقيمة 30 مليار دولار خلال افتتاح قمة رؤساء الدول في المؤتمر.
وإلى جانب هذا المؤشر الإيجابي الضروري لتخفيف حدة التوترات بين دول الشمال والجنوب، لا يزال يتعين خوض مفاوضات شاقة حتى نهاية المؤتمر في 12 ديسمبر، لتصحيح المسار الذي يأخذ البشرية نحو احترار مناخي يراوح بين 2,5 و2,9 درجة مئوية، مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية.
في المقام الأول، ينبغي مراجعة “دور الوقود الأحفوري” كما أقر الخميس رئيس كوب28 الإماراتي سلطان الجابر الذي يتعر ض لانتقادات نظر ا إلى كونه يشغل أيض ا منصب رئيس شركة “أدنوك” النفطية الحكومية العملاقة.
ونصت نسخة أولية نشرت الجمعة لمشروع اتفاق سيناقشه مفاوضو نحو مئت ي دولة خلال المؤتمر على أنه ينبغي “خفض/التخلي عن الوقود الأحفوري”.