خاص “البلد”
“دار العدي” المتحف الاستثنائي في مدينة استثنائية.. حيث الفضاء الاجمل والأنسب لصون صور ووثائق ولوحات ومنحوتات تؤرخ لمدينة أعيد تأسيسها في القرن الخامس عشر وعكست ثروة معمارية وثقافية اسلامية وأندلسية بديعة .
عشق مدينة تطوان قديم قدم هذه المدينة الموجودة في شمال المغرب ، هكذا يفسر مؤسس متحف “دار العدي” السيد جلال العدي وهو يتحدث عن مجهود ناهز الثماني سنوات وهو يثابر من أجل أن يجمع كل التحف والصور والوثائق واللوحات التي تؤرخ لمدينة اشترك في عشقها مبدعون من كل بقاع الارض .
فهذا المتحف يقول جلال العدي جاء نتيجة بحث طويل طرقت فيه باب العديد من الهيئات الدولية ومنها المتاحف والمعاهد ومكتبات الصور والطوابع والبطاقات البريدية ، حيث استعنا بتقنيات عالية من أجل استعمالها وبالتالي شراء حقوق عرضها وفقا للشروط والمعايير الدولية .
الفضاء أي المنزل العتيق الذي يحتضن متحف “دار العدي” كان قد تم بناءه في عشرينيات القرن الماضي وهو يتوسط مدينة تطوان وتحديدا في قلب المدينة القديمة قرب الجامع الكبير ،وقد ظل مهجورا لأكثر من عشرين عاما تعرض على اثرها لتلف وتدهور كبير مما احتاج للكثير من من المجهود حتى تعود اليه روح المكان المؤهل لاحتضان فضاء ثقافي يكون بمثابة اطلالات على تاريخ المدينة ومن تم تطلب الامر سنتين كاملتين كانت عمر اعادة ترميمه على يد صناع وحرفيين ماهرين سهروا على صون ثروته المعمارية والزخرفية .
حتى يصبح هذا المتحف مفتوحا يقول مؤسس المتحف تطلب الامر حوالي 5 مليون درهم وهي استثمارات شملت البناية وما تضمنته الدار من تحف في شتى أشكالها ..وهو استثمار ثقافي وجمالي غير نفعي يبتغي من خلال رسوم الدخول الرمزية استمرار البناية مفتوحة أمام عشاق مدينة تطوان وتاريخها.
تحف ناطقة
يضم متحف “دار العدي” رسم لمدينة تطوان يعود لسنة 1572 وهي من أقدم الرسومات التي جسدت المدينة من طرف بحار اسباني مر من سواحل المدينة ..واسبانيا البلد الاوروبي المجاور للمغرب يضم غالبية التحف والصور واللوحات التي توثق لمدينة تطوان بحكم القرب الجغرافي بين البلدين وبحكم الكثير من المشترك الثقافي بينهما .
المعروضات في مجملها تؤرخ للفترة بين القرنين 16 و 20 وهي تعكس المراحل التي قطعتها المدينة خلال هذه الفترة ، مراحل وتحولات وثقها رسامون ونحاتون مروا من هنا ورصعت قاعات المتحف حيث يضم سبع قاعات ، تضم أربعة منها صور مدينة تطوان في تضم القاعة الخامسة معرضا للطوابع والبطاقات البريدية ، فيما وضعت مجموعة من التذكارات والنقوش والأدوات القديمة في القاعة االسادسة ، أما القاعة السابعة فتعرض تاريخ الفضاء قديما وحديثا والمراحل التي قطعتها البناية المهجورة الى أن تحولت لتحفة فنية .
مواصفات عالية
يتربع فضاء “دار العدي” على مساحة 200 متر مربع مغطاة وتحتضن ثلاثة أروقة أولهما رواق المعرض ويحتل بطابقيه الاثنين حوالي تسعين في المائة من المساحة الاجمالية للفضاء وهو فضاء لعرض صور ولوحات مدينة تطوان من خلال عنوان ” اطلالات على تطوان بين القرنين 16 و20 وذلك عبر سبعة قاعات وبمواضيع مختلفة ، حيث تضم القاعة الاولى صور ضواحي المدينة بجبالها وسهولها وأوديتها مبرزة أيضا الاسوار التي تحصنها ، فيما تضم القاعة الثانية أبواب وأزقة المدينة وتضم القاعة الثالثة أماكن تجلب الانظار كالقصبة والصوامع والمقبرة والمقاهي والمنازل ، عكس القاعة الرابعة التي تضم صورا ولوحات تعكس حركية المدينة وساكنتها باختلاف نوعية المتاجر والحرف والأسواق .
القاعات الخامسة والسادسة هي قاعات خرجت من سحر الصورة واللوحة الى توثيق الطوابع البريدية والكتب والمجلات البيانية والصحف واللوحات الاشهارية والبطائق البريدية ، ولتتكفل القاعة السابعة والأخيرة بالتأريخ لأهم وأكبر المحطات التي مر منها متحف “دار العدي” من خلال شهادات حية جاورت المكان والتحول الكبير الذي طرأ عليه .
حوالي 5 في المائة من مساحة هذا الفضاء خصصت في الطابق الارضي لرواق المكتبة وهو يضم كتبا ترتبط أساسا بمدينة تطوان والهدايا التذكارية للفضاء ، وهي المساحة نفسها أي 5 في المائة التي يشغلها رواق المقهى وهو ركن خصص لاستراحة الزوار مع تناول مشروبات فيما يعطي الانطباع انك في مكان استثنائي يوفر الدهشة والمتعة والفائدة والاسترخاء أيضا .