عبد العزيز قراقي يكتب…ماذا فقدت تونس بحركة رئيسها ؟
عبد العزيز قراقي/محلل سياسي
أصر الراحل الزعيم الحبيب بورقيبة على استقلالية تونس ليسمع صوتها في العالم كدولة ذات سيادة كاملة، وابتعد عن تأثير القوى العظمى في عز الحرب الباردة، وصدح صوته عاليا بحل عقلاني لقضية فلسطين آنذاك، فخونه البعض ونعته البعض الآخر بالعمالة، وأكد التاريخ صدق رأيه.
أدرك بورقيبة رحمة الله عليه، أهم الصعوبات التي تعترض قيام المغرب الكبير ، وفهم جيدا رغبة الجزائر في مواصلة ثورة الضباط الأحرار لتشمل المغرب وتونس، وفهم جيدا طموح الرئيس الراحل معمر القدافي، الباحث عن الزعامة مهما كلف الثمن، وعرف أن البوليساريو بل الشعب الصحراوي ومخيمات تندوف، امر صنع بالليل وأن غايته هي الرغبة في الانتقام لحرب الرمال حتى وإن لم يكن ذلك معلنا عنه، فاختار بدقة متناهية خطا لتونس، يبحث عن قيام علاقات دولية تقوم على التوازن خاصة في منطقة المغرب الكبير، وهو المنوال الذي حكم مسار تونس، إلى حدود وصول قيس سعيد، حيث قرر ان يتبنى موقفا سيجعل تونس تفقد مكانتها على مستوى العلاقات الإقليمية. ذلك أن تبني موقف الجزائر سيحول تونس إلى نوع من التبعية قد تتجاوز قضية الصحراء إلى قضايا أخرى، وسيبعدها عن لعب أي دور في المستقبل في المنطقة، فالليبيون لن يثقوا فبها وسبعتبرونها تابعة للجزائر، ونفس الشيء بالنسبة للدول العربية، والدول الإفريقية المجاورة.
فهل أدرك الرئيس التونسي خطورة موقفه؟ وماذا أفقد تونس بحركته؟