عندما أعلنت الإمارات العربية المتحدة تسجيلها رسميا للقاح شركة “سينوفارم” الصينية ضد فيروس كورونا المستجد في دجنبر من سنة 2020 ، كان المغرب قد قطع أشواطا كبيرة مع العملاق الصين في أفق استقدام اللقاح وكان من بين الدول القليلة في العالم التي ساهمت في التجارب السريرية للقاح المذكور ، وكانت تصريحات وزارة الصحة تعد المغاربة صباح مساء بتسلم أول شحنة من اللقاح الصيني وبأن المغاربة سيكونون أول الشعوب الملقحة.
فجأة ودون مقدمات تعلن مجموعة الصين الوطنية للتكنولوجيا الحيوية التابعة لـ”سينوفارم” ، إنها سلمت الإمارات ثلاثة ملايين جرعة من اللقاح المضاد لمرض كوفيد19- وتحديدا تم دلك بتاريخ . 05.01.2021 في وقت بقي المغرب في لائحة الانتظار الطويل .
فما معنى ذلك ؟
وهل تلك مصادفة ؟ أم أن الصين العظيم فضل صاحب الأموال الجاهزة ؟ على حساب الشريك في التجارب السريرية الذي ينتظر ربما معاملة تفضيلية ؟
دخلنا العام 2021 ونحن ننتظر وصول الشحنة الأولى من اللقاح ، ولم يظهر لها أثر ، وبات أمر تطعيم المغاربة غير ممكن على الأقل في الظرفية الحالية ، والسبب غير معلوم حتى بالنسبة لأصحاب القرار فلا وزير الصحة يعرف ماذا يحدث ولا الحكومة استطاعت أن تعطي جوابا شافيا ، والأدهى أن التخبط ذهب إلى أبعد ما هو متوقع حيث سمح وان بطريقة غير مباشرة لانطلاق حملة تشكيك في اللقاح الصيني وفي إمكاناته ، وهي عملية ساهمت فيما بعد بالموافقة على لقاح استرازنيكا ليكون لقاحا اخر حتى لاأقول بديلا ينتظر أن يطعم به المغاربة .
المغرب جاهز من الناحية التقنية لاستقبال أي لقاح ، كما أنه جاهز كما يقال دوما من الناحية الإدارية ، وهو أمر تم تأكيده في أكثر من مناسبة ، وتم الإعلان رسميا عن اقتناء 65 مليون جرعة من لقاحي “سينوفارم” الصيني و”أسترازينيكا” البريطاني استعدادا لحملة تلقيح تستهدف حوالي 25 مليون شخص ضد وباء كوفيد-19. لكن مالذي يحصل ؟ ومن يملك المعلومة ؟ سؤال الجواب عنه أكيد في بكين وليس في الرباط ؟