هجوم المتمردين اليمنيين على الإمارات: كيف ولماذا؟
تبنى المتمردون اليمنيون الاعتداء الذي استهدف العاصمة الإماراتية أبو ظبي الاثنين وأوقع ثلاثة قتلى، مهددين بتنفيذ هجمات أخرى.
كيف تم الهجوم، ولماذا؟ في ما يأتي استعادة للوقائع وللأسباب الممكنة والتداعيات المحتملة.
أعلنت شرطة أبو ظبي الإثنين عن اندلاع حريق في “ثلاثة صهاريج نقل محروقات بترولية (..) بالقرب من خزانات أدنوك”، شركة أبو ظبي النفطية، وعن “حريق بسيط في منطقة الإنشاءات الجديدة في مطار أبوظبي الدولي”.
وقتل ثلاثة أشخاص وأصيب ستة آخرون في الانفجار الذي ما لبثت السلطات الإماراتية أن اتهمت به الحوثيين المدعومين من إيران، معتبرة أنه اعتداء “آثم” و”إرهابي”، ومتوعدة بالرد.
في صنعاء، تحدث المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان نقلته قناة المسيرة التابعة لحركة “أنصار الله” (الحوثيون)، عن “عملية عسكرية نوعية وناجحة”، مشيرا إلى استهداف “عدد من المواقع والمنشآت الإماراتية الهامة والحساسة” بصواريخ بالستية وطائرات مسيرة.، ومشيرا الى أنه سيتم تنفيذ عمليات جديدة في الإمارات.
أعلن الحوثيون الثلاثاء أنهم قاموا باستخدام “أربعة صواريخ مجنحة نوع قدس? استهدفت مصفاة النفط في المصفح ومطار أبوظبي”.
وبحسب المتمردين، فإنهم قاموا أيضا بضرب “عدد من الأهداف الحساسة والمهمة إضافة إلى الأهداف السابقة بطائرات صماد-3 المسي رة”.
وهذا أول هجوم حوثي مؤكد على الإمارات. في عام 2018، قال المتمردون إنهم هاجموا مطار أبو ظبي، لكن لم يؤكد الإماراتيون ذلك.
ويرى كبير المحللين اليمنيين في شركة الأبحاث “نافانتي غروب” الأميركية محم د الباشا أن “كثيرين لم يتفاجئوا بالهجوم، كر ر أنصار الله (الحوثيون) مرارا تهديداتهم بضرب الإمارات وقاموا بتنفيذ ذلك.”
يأتي هذا التطور بعد أسبوعين على مصادرة المتمردين اليمنيين في الثالث من /يناير سفينة “روابي” التي ترفع علم الإمارات في جنوب البحر الأحمر قبالة مدينة الحديدة اليمنية.
في العاشر من يناير، أعلنت قوات “ألوية العمالقة” الموالية للحكومة اليمنية استعادة السيطرة على محافظة شبوة الغنية بالنفط في شمال البلاد، من المتمردين.
وتدعم الإمارات هذه القوات.
وتأس ست “ألوية العمالقة” في أواخر العام 2015 في منطقة الساحل الغربي، وتضم 15 ألف مقاتل على الأقل.
ويقول الباحث في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ماجد المذحجي إن “معركة شبوة قامت بتغيير معادلة الصراع في اليمن”، مشيرا الى أن دخول قوات العمالقة أدى إلى “عكس التقدم العسكري” الذي حققه المتمردون على الأرض في الفترة السابقة.
وبحسب المذحجي، فإن ذلك “أثار خوف وقلق الحوثيين بشدة، ودفع الى إرسال هذه الرسالة العسكرية الى قلب الإمارات”.
أعلنت وزارة الخارجية في بيان أن “دولة الإمارات تحتفظ بحقها في الرد على تلك الهجمات الإرهابية وهذا التصعيد الإجرامي الآثم”، مؤكدة أن هذا الاستهداف “لن يمر دون عقاب”.
وكانت الإمارات العضو في التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن أعلنت في 2019 أنها ستخفض قواتها في مناطق عدة في اليمن ضمن خطة “إعادة انتشار” لأسباب “استراتيجية وتكتيكية”.
واستبعدت الباحثة في شؤون اليمن في جامعة أكسفورد إليزابيث كيندال أن تقوم الإمارات “برد فعل متسرع”، مشيرة الى أن الإمارات “استثمرت بكثافة في اليمن خصوصا في البنى التحتية السياسية والعسكرية في الجنوب”، ومشيرة إلى أنه “من غير المرجح أن تنحرف عن سياستها الطويلة المدى، على سبيل المثال عبر زيادة وجود قواتها في اليمن مرة أخرى على أساس الاستفزاز”.