أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أن مشاركة المغرب في فعاليات “إكسبو دبي 2020” تعبر عن التزام المملكة، تحت القيادة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بالمساهمة الفعالة في إغناء الحوار الجاد على المستوى الإقليمي والدولي من أجل مستقبل أكثر أمانا وازدهارا للجميع.
وقال أخنوش، اليوم الأحد في كلمة بمناسبة الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني للمملكة المغربية بالمعرض العالمي “إكسبو 2020 دبي” إنه “بتكليف من جلالة الملك أتشرف رفقة الوفد المرافق لي، بإعطاء انطلاقة هذا الاحتفال التاريخي باليوم الوطني للمغرب بدبي”، مضيفا أن “ما نعيشه اليوم من لحظات استثنائية تحظى فيها بلادنا بتشريف مميز سيسمح لنا بالتعريف بتراثنا العريق وتاريخنا الغني وبمؤهلاتنا السياحية والاقتصادية والعلمية والثقافية لجميع اقطار العالم”.
وبعد أن جدد الإعراب عن امتنان المغرب لدعم دولة الإمارات العربية المتحدة رفقة الدول الخليجية الشقيقة، لمغربية الصحراء، أبرز رئيس الحكومة أن هذه المشاركة تعكس أيضا رغبة المملكة في المساهمة في الجهود المبذولة لمواجهة التحديات العالمية من خلال رؤيته للتنمية المستدامة.
وذكر بأن المغرب جعل من جناحه في “إكسبو 2020 – دبي”، منصة للإعلان عن هويته الجديدة الخاصة بالاستثمار والتصدير “المغرب الآن” “Morocco Now” التي تهدف إلى إبراز مكانة المملكة كمنصة صناعية وتصديرية من الدرجة الأولى، ووجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة، مبرزا أن المشاركة المغربية في هذه التظاهرة الدولية تشكل فرصة سانحة للتعريف بهذه المقومات وإنعاش الشراكات وتوطيد العلاقات بين الدول العربية والتعاون بين بلدان الجنوب، تحقيقا للازدهار المنشود.
وأضاف رئيس الحكومة أن المغرب يسعى من خلال الاحتفال بيومه الوطني في “إكسبو دبي 2020” بالمستوى الذي يليق به، الى إبراز ما يتمتع به البلدان من رصيد تاريخي مشترك ومميز، أرسى دعائمه جلالة المغفور لهما الملك الحسن الثاني والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، وسهر على تقويته صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخويه الشيخ خليفة بن زايد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وسمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، مشيرا الى أن العلاقات المتينة بين البلدين تتميز بجودة ودينامية فريدة على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية.
وأشار الى أن شعار هذا المعرض العالمي “تواصل العقول، بناء المستقبل”، يعكس بكل قناعة أن الرجوع إلى الأصول وتاريخ الأمم هو مصدر هام لتشييد المستقبل، موضحا أنه من هذا المنطلق، اعتمدت المملكة موضوع “موروثات المستقبل، من الأصول الملهمة إلى التقدم المستدام” للمشاركة في هذا المعرض الدولي الهام ،تذكيرا بالتزامها الراسخ من أجل التقدم المستدام”، استلهاما من هويتها وتاريخها ومواهبها ومؤهلاتها، فضلا عن منجزاتها الملموسة في المجالات الاقتصادية والعلمية”.
وتابع أن الموضوعات الفرعية ل “إكسبو 2020 – دبي”، والمتعلقة بالتنقل والاستدامة وفرص التنمية الاجتماعية والاقتصادية، تعكس تحديات يسعى المغرب لمواجهتها بجدية ونجاعة ضمانا لمستقبل أفضل، مذكرا في هذا الصدد بأن المغرب قام تحت القيادة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بتبني اختيارات قوية خلال السنوات العشرين الماضية، وذلك بإطلاق أوراش مهيكلة تنسجم كليا مع الموضوعات المذكورة ومنها تطوير فلاحة مستدامة وتثمين الطاقات المتجددة وتحقيق إقلاع صناعي، خصوصا في قطاع السيارات والطيران وإحداث الموانئ وفقا لأحدث المعايير، وإطلاق الخط السككي فائق السرعة، وغيرها من الأوراش الاستراتيجية الكبرى.
وهنأ أخنوش دولة الإمارات على تنظيمها المحكم والمبهر ل “إكسبو 2020 – دبي”، قائلا “إن هذا النجاح الكبير لأشقائنا في الإمارات هو مبعث فخر كبير لنا جميعا كعرب، خصوصا وأن هذه التظاهرة تنظم لأول مرة على أرض دولة عربية شقيقة، وفي ظرفية دقيقة يعيش فيها العالم تحت وطأة جائحة صحية”.
من جهته أكد ان سلطان بن احمد الجابر ، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ان العلاقات المغربية الإماراتية ،تزداد متانة وقوة ، مشيرا الى ان هذه العلاقات ، تشق طريقها بتفاؤل نحو مستقبل يسوده التعاون في عدد من المجالات.
وقال إن المغرب والامارات أمامهما فرص عديدة ومتنوعة لنسج مزيد من الشراكات بما يعود بالنفع على البلدين وعلى المنطقة العربية برمتها .
وعبر المسؤول الاماراتي عن شكر بلاده وامتنانها للمشاركة المغربية المتميزة في المعرض العالمي “إكسبو دبي 2020″، مشيدا في هذا السياق بتصميم جناح المغرب الذي يجمع بين الحداثة والاصالة.
وبدأ الحفل ، بساحة الوصل ، القلب النابض ل”إكسبو 2020 دبي” بمراسيم رفع علمي المملكة المغربية ، ودولة الامارات العربية المتحدة، على نغمات النشيدين الوطنيين للبلدين، وسط حضور هام ، ضم شخصيات مغربية واماراتية رفيعة من عوالم مختلفة .
وتميز الحفل بحضور وفد رفيع من البلدين، ضم من الجانب المغربي، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج السيد ناصر بوريطة، والسيدة نادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية، المندوبة العامة للجناح المغربي في هذه التظاهرة العالمية، ومن الجانب الإماراتي الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات، والسيدة ريم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، المدير العام لإكسبو دبي .
ويشكل الاحتفال باليوم الوطني للمملكة ، فرصة لتسليط الضوء على ثقافة المغرب، الضاربة في التاريخ ، فضلا عن الإنجازات التي احرزتها المملكة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية وغيرها.
يذكر أن جناح المغرب بالمعرض الذي يتموقع في قلب “منطقة الفرص” القريبة مـن جناح البلد المضيف، دولة الإمارات العربية المتحدة، وغير بعيد عـن ساحة الوصل، يتيح للزوار ، إشباع فضولهم في التعرف على ثروات وتقاليد تنفرد بها المملكة ،وتشكل عنوان تميز تاريخها الألفي.
وتنطلق رحلة الزائر للجناح المغربي، من قاعة في الطابق الأرضي ،تنضح بعبق تاريخ المملكة ،حيث تعرض بها، بالإضافة إلى صورة كبيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والى جانبها علم المملكة، وثائق تؤرخ لروابط البيعة الشرعية التي جمعت على الدوام بين الشعب المغربي بمختلف مكوناته ومناطقه وضمنها الأقاليم الجنوبية ، والسلاطين العلويين، لتتواصل نحو الطوابق السبعة عبر مسار متدرج حول فناء واسع مزين بالزرابي المغربية ،ومشيد بتقنيات بناء تحاكي المدن المغربية القديمة ،بأزقتها الضيقة والممتدة، ضمن أسلوب معماري أصيل.
ويشكل جناح المغرب في هذه التظاهرة العالمية، منصة لتقاسم رؤية المملكة الاستراتيجية لمستقبل أكثر استدامة.
وبالإضافة إلى اقتراحه برمجة فنية وثقافية واقتصادية وعلمية متنوعة، يبرز الجناح المغربي أمام أنظار العالم، التزام المملكة من أجل مستقبل كوكب الأرض، وكذا ثراء بلد قوي بكفاءاته المقيمة داخل وخارج الوطن، علاوة على دينامية التطور التي انخرط فيها.
ويقام “إكسبو دبي 2020 ” الذي تأجل تنظيمه السنة الماضية ،جراء جائحة فيروس كورونا، على مساحة 4.38 كلم مربع .
وتعتبر هذه التظاهرة الدولية ، التي تشكل أكبر تجمع ثقافي في العالم ،حاضنة الأفكار الأكثر تأثيرا في العالم، إذ يحفز على تبادل الرؤى الجديدة ويلهم التحرك نحو إيجاد حلول واقعية لتحديات العالم الحقيقية.
ويتيح “إكسبو 2020 “، وهو الأول من نوعه الذي يقام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، لملايين الزوار، الاطلاع على تجارب أكثر من 200 جهة، بما في ذلك دول، ومنظمات متعددة الأطراف، وشركات، ومؤسسات تعليمية ، من خلال آلاف التظاهرات والتجارب الاستكشافية المبهرة.